متابعة – علي معلا:
تكالبت الظروف القاسية على لبنان المأزوم مالياً، ففي خضم أزمة اقتصادية طاحنة هاجمت أسراب الجراد لبنان لتهدد الأمن الغذائي.
وكأن أهل لبنان ينقصهم كوارث جديدة تضاف إلى مصائبهم، فقد وصلت أسراب من الجراد الصحراوي إلى لبنان، بحيث رصدها أحد المزارعين في جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك الحدودية، محلة خربة داود، في جهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية ومالية حادة نتيجة الهدر والفساد في مؤسسات الدولة طوال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر لنحو أكثر من 50بالمئة، بينما لا يزال المسؤولون يتسابقون على الحصص لتشكيل الحكومة بعد مرور 5 أشهر على تكليف سعد الحريري لتأليفها.
وتناقل رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر الجراد يغطي الأراضي الزراعية في عرسال في البقاع الشمالي عند الحدود السورية اللبنانية.
وساد حال من الخوف والهلع بين الأهالي نظرا لكثافة الأسراب وسرعة تنقلها خوفاً من تمدد هذه الأسراب على بلدات محافظة البقاع اللبناني كافة، والقضاء على الأشجار المثمرة والمحاصيل خصوصا ما غُرس حديثاً من مواسم زراعية.
وأعلن وزير الزراعة اللبناني عباس مرتضى أن فرق الوزارة الفنية قامت بمسح المناطق التي شهدت موجات الجراد، وتوصلت إلى تحديد نطاقها التقريبي”، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الأعداد ما زالت مقبولة ومحصورة برقعة معينة، إلا أن الخشية تبقى من تكاثرها وتقدمها السريع.
وكشف بعد التواصل مع وزيرة الدفاع، أن المروحيات ستبدأ بعملية الرش فوق المناطق المحددة بعدما وصلت الأدوية اللازمة إلى مطار رياق (مطار عسكري في البقاع)، شاكراً للجيش مواكبته جهود وزارة الزراعة في هذا السياق.
ونبه مرتضى من دخول أسراب إضافية من الجراد في أي وقت، داعياً المواطنين، لاسيما القاطنين منهم على الحدود مع سوريا، إلى التبليغ سريعاً عند معاينة هذه ولمساهمة في مواجهة هذه المحنة التي تهدد أمن المواطن الغذائي والقضاء على الجراد قبل دخوله الحدود اللبنانية وتغلغله في البساتين والحقول.
كما دعت وزارة الزراعة، في بيان، مربو النحل في جرود عرسال والمناطق المجاورة إلى اتخاذ تدابيرهم السريعة بتحييد قفران النحل وتغطيتها لحمايتها من عمليات الرش الواسعة التي ستباشر بها طوافات الجيش اللبناني وفرق وزارة الزراعة لمكافحة أسراب الجراد الموجودة في الجرود.
إلى ذلك وصلت الطوافات التابعة للجيش اللبناني إلى جرود بلدة عرسال حوالي الساعة الثانية عشر قبل الظهر وبدأت العمل في رش المبيدات للحد من انتشارها.