رئيس التحرير
حسام حسين لبش

رئيس التحرير: حسام حسين لبش

مدير التحرير: علي عجمي

ذات صلة

متفرقات

دوري نجوم قطر (10): الريان يواجه الشمال

تجري اليوم، الجمعة، ثلاث مباريات في الجولة العاشرة من...

المنتخب السعودي يشارك في بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية

كشف تقرير صحفي، أن المنتخب السعودي بصدد المشاركة في...

ندوة خاصة حول فيلم “وين صرنا؟” في مهرجان القاهرة السينمائي

أثارت الفنانة التونسية درة زروق جدلاً واسعاً في الندوة...

قلة النوم.. آثاره الخطيرة على الساعة البيولوجية للجسم

مقدمة تُعتبر ساعات النوم جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، حيث...

أمريكا تتهم رجل أعمال هندي شهير بقضايا فساد

من بين أغنى رجال العالم، يواجه رجل الأعمال الهندي...

ألا ليت رمضان يعود يوماً

بقلم: سراب حسان غانم

فوانيسُ رمضان الآن تتدلى كعناقيد عنب من شجرة السنة بحبل يصل حجارة البيوت بأنفاسنا العطشى للعبادة، لتعلن عن نضج الخير في ثمراتها و أن موعد القطاف قد حان.

نرى الهلال وهو يتربع على سمائنا ، أطرافه المعلقة بأراجيح أرواحنا المثقلة، تضيء لنا عتمة الأرض التي غيرت ملامحها بعد عقد ونيّف من حرب لم تترك لنا متسعاً من الحب كما كنا من ذي قبل.

ففي الماضي ، في زمن ماقبل الحرب كان الشهر الفضيل يخلو تماماً من الأحداث العنيفة ، حيث كان المتخاصمون والمتنازعون يعلنون الهدنة احتراماً لحرمة هذا الشهر ، على عكس مايحدث اليوم للأسف الشديد إذ نرى العنف يزداد خاصة في هذه الأيام الفضيلة.

اليوم ، و بعد أن شوهتنا الحرب أصبح قلة من الناس فقط مازالوا يمارسون بعض العادات الرمضانية القديمة ، فلم نعد نرى بكثرةٍ عطاءات المحبة والخير المتبادل بين الجيران وأبناء الحي الواحد كما السابق ،حيث كانوا قديماً قبيل الإفطار يتبادلون الطعام على موائد بعضهم البعض ما يزيد اللحمة بين أبناء البلدة و الترابط الاجتماعي و للفقراء كانت الحصة الأكبر من هذا الاهتمام.

لن ننسى أيضاً ، طقس المسحراتي، ذلك الصوت الجميل الرنان الذي يصدح بين الشوارع والأزقة وهو يردد “يا نايم اصحى و وحد الدايم*
*تسحروا فإن في السحور بركة * .

أما الآن فضلاً عن ظروف الحرب البشعة ، أتى وباء الكورونا ليجبر هؤلاء القلة التي كانت تمارس بعض هذه الطقوس على الامتناع عن الاختلاط و زيارة الأقارب والجيران.

بين الماضي والحاضر هناك فجوة كبيرة ،حيث باتت تلك التقاليد مجرد ذكريات عابرة ، إضافة للعولمة التي أصبحت المسيطر الرئيسي على المشهد الرمضاني ، حيث نرى مواقع التواصل الاجتماعي كيف أصبحت هي النافذة الوحيدة التي يطل عليها العالم ليمارس من خلالها الناس طقوس هذا الشهر الكريم ، التقدم التكنولوجي الذي أصبح عنواناً لحياتنا الاجتماعية ، حيث استبدلنا فيه صحننا المليء بالخير لأحد ما ، بصور كثيرة تُلتقَط لموائد الطعام الخاوية تماماً من دفء تلك الروح ،وعن طريق هذه المواقع تبدأ المعايدات التكنولوجية الباردة .

صحيح أن أجواء شهر رمضان قد تغيرت في معظمها بين الأمس واليوم ، إلا أن شوق النفوس لهذا الشهر مازال يتكرر في كل سنة ،فليكن ذلك الشوق مصحوباً بالخير لنبلغ أيامه الفضيلة باليمن والبركة والتوبة النصوحة ، ذلك الخير الذي جعله الله مضماراً لعباده، ليستبقوا إلى طاعته وتبدل فيه الهموم إلى أفراح بإحسان الظن بالناس والابتعاد عن الظلم ،
كأن تكتب رسالة اعتذار مختصرة لأولئك الذين ينامون في ضميرك ويقلقون نومك، وبغرسون خناجرهم في أحشاء ذاكرتك ، افتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح و اطرق الأبواب المغلقة بينك وبينهم وضع باقات زهورك على عتباتهم و اجعل المساحة بينكم بنقاء الثلج.

الصبر نصف الإيمان، فإن صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك ، سارع للخيرات واخف أمر يمينك عن يسارك، وامتنع عن الغيبة كي لاتفطر على لحم أخيك ميتاً .

فلنغسل بنفحات هذا الشهر الكريم عن وجه الأرض ما لوثته الحرب وعن نفوس البشر تراكماتها.

وكل عام وأنتم بألف خير .

تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي