متابعة – علي معلا:
أفاد أحد كبار المسؤولين الأردنيين بأن زيارة الأمير حمزة بن الحسين المفاجئة إلى عوائل مرضى كورونا الذين لقوا حتفهم إثر نفاد الأكسجين بمستشفى السلط، تسببت بشرخ في العائلة المالكة الأردنية.
حيث قال إن زيارة 14 مارس إلى مدينة السلط، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد قام الأمير حمزة بزيارة التعزية قبل 6 أيام من ذهاب الأمير حسين ولي العهد إلى المدينة لفعل الشيء نفسه، وهي خطوة وصفها بعض المسؤولون إنها طغت على منافسه الأصغر على العرش.
ويشعر بعض الخبراء، بالقلق من أن الخلاف قد يندلع مجدداً، نظراً للمشاكل الأساسية في الأردن مثل الفقر والبطالة وتزايد وفيات كورونا التي قالوا إنها ساهمت في انتشار التوترات إلى العلن.
وقال جواد العناني الذي شغل منصب آخر رئيس للديوان الملكي في عهد الملك الراحل حسين: “الخلاف الأسري انتهى، لكن يتعين علينا معالجة القضايا التي أدت إلى ذلك، البطالة وإدارة أزمة كورونا والفقر”.
يذكر أن الأمير حمزة كان ولياً للعهد عام 1999 بناء على رغبة والده الراحل، لكن الملك عبدالله قام بتنحيته في 2004 ليسمي ابنه الأمير حسين ولياً للعهد تماشياً مع تقاليد الأسرة.
ويُشار إلى أن العاهل البالغ من العمر 59 عاماً كان يدفع بابنه حسين البالغ من العمر 26 عاما بشكل متزايد إلى دائرة الضوء، وقد شوهد إلى جانبه في معظم المناسبات العامة وغالباً ما يرافقه في زيارات خارجية.
ومن الجدير بالذكر أن أنشطة الأمير حمزة كانت مصدر قلق قبل وقت طويل من وصول الأحداث إلى ذروتها الشهر الماضي، وفقاً لبعض السياسيين البارزين، حيث أقام الأمير علاقات وثيقة مع القبائل الأردنية التي تهيمن على قوات الأمن وتشكل حجر الأساس لدعم النظام الملكي الهاشمي في المملكة.
وكثف هذا العام رحلاته إلى المناطق الريفية والمحلية للقاء زعماء القبائل الساخطين الذين شكلوا حركة معارضة فضفاضة تسمى الحراك، والكثير من أعضائها من المتقاعدين من الجيش والأمن.
وظهر على وسائل التواصل الاجتماعي جالساً في خيام بدوية يحتسي الشاي ويتحدث مع شيوخ ينتقدون الملك لفشله في توفير ما يكفي من الوظائف أو الأمن المالي لهم.
وقالت عدة مصادر مطلعة على تفكير القصر إنه على الرغم من أن حمزة نادراً ما عبر عن رأيه علناً، إلا أن القصر رأى في تواصل الأمير محاولة لتقويض صورة الملك عبد الله ونجله.