أُقيمت مراسم “يوم الشهيد”، السبت، بواحة الكرامة في أبوظبي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إضافةً إلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وسمو أولياء العهود والشيوخ والضيوف.
وعند وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأصحاب السمو حكام الإمارات إلى واحة الكرامة، بدأت المراسم الرسمية الخاصة بــ “يوم الشهيد” حيث توجه أصحاب السمو الشيوخ إلى نصب الشهيد وعُزفت الموسيقى العسكرية ثم أطلقت 21 طلقة مدفعية، بعدها وضع أصحاب السمو الشيوخ أكاليل من الزهور أمام النصب وفاء وعرفانا وإجلالا لتضحيات شهدائنا الأبرار، فيما عزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفقاً لـ”وام”.
وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأصحاب السمو حكام الإمارات في ختام الفعالية، عددا من ذوي الشهداء وأسرهم حيث سلموهم “وسام الشهيد” تقديرا وإجلالا لتضحياتهم وعطائهم في سبيل الوطن ونصرة الحق والواجب.
وألقى كلمة “يوم الشهيد” الفريق ركن متقاعد عبيد محمد الكعبي رحب خلالها بالحضور في واحة الكرامة، وقال “إن في تاريخ الأمم والدول أيام عزة وشرف وكبرياء وفخر، تعلو فيها الهمم وتسمو خلالها الإرادة الوطنية عاليا لتعانق عنان السماء وتسطر بحروف من نور أسمى معاني التضحية والشجاعة والوفاء والانتماء”.
وأضاف أن “يوم الشهيد الذي يوافق الثلاثين من نوفمبر من كل عام، هو أحد هذه الأيام الخالدة في ذاكرة وطننا العزيز وشعبنا الكريم، والذي نستذكر فيه بكل اعتزاز تضحيات شهداء الوطن الأبرار، الذين وهبوا أرواحهم فداءً للإمارات وإعلاء لمبادئها وثوابتها الراسخة في الدفاع عن سيادتها وشعبها ومصالحها الوطنية ونصرة الحق والوقوف مع المظلوم والتضامن مع الأشقاء”.
وأكد الكعبي “أن هذا اليوم من كل عام سيظل خير تجسيد لقوة الترابط والتماسك والتآلف التي تميز دولة الإمارات العربية المتحدة”، وهذا حصاد ما غرسه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله “.
ووجه تحية إكبار وتعظيم إلى أسر الشهداء وذويهم لصبرهم وشموخهم وتضحياتهم الجليلة، وقال “إن الشهداء ثمرة تربية وتنشئة وطنية أصيلة نهنئ بها كل أم وكل أب في وطننا العزيز، وإن الإمارات ستبقى كما كانت دوماً، شديدة الوفاء والبر بتضحيات أبنائها وخير سند لأسرهم وعون لهم.. سيظل العرفان بدور أسر الشهداء واجباً وطنياً يحظى بأعلى مراتب الاهتمام والتقدير”.
وأكد الكعبي أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت ومنذ نشأتها على قيم الخير والتسامح والمحبة، ونهجها السعي الدائم إلى ترسيخ ركائز السلم والاستقرار والأمان، والإيمان بالمبادئ الثابتة لحسن الجوار، لكنها في الوقت ذاته دولة قوية ومنيعة تستمد قوتها من العناصر التي قامت عليها ومن قيادتها الملهمة وأبناء شعبها المخلصين وتراعي حقها في أن تكون دولة قادرة على حماية سيادتها وشعبها ومقدراتها ومكتسباتها”.
وأضاف: “في الختام نسأل الله عز وجل أن يرحم شهداءنا الأبرار ويجعلهم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ويجزي أهليهم وذويهم خير جزاء على ما قدموه لوطنهم وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ودامت بلادنا عزيزة أبية، قوية منيعة”.
وخلال الاحتفالية، حلقت الطائرات الحربية الإماراتية في سماء الواحة لترسم “لوحة الجندي المجهول”؛ اعتزازا بتضحيات شهدائنا البواسل وإجلالا لبطولاتهم ومواقفهم.