متابعة – نغم حسن
مهمة تحرير قوس سفين “إيفرغرين” الجانحة ليست مهمة خاصة وفريدة بل ما هوّل أمرها هو وجهة النظر العالمية، هذا ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس “بيتر بيردوفسكي”، إذ أنهم حرروا الكثير من سفن الحاويات ذات الحجم المماثل.
و شركة “بوسكاليس” هي مجموعة تجريف هولندية تملك الشركة المتخصصة في الإنقاذ، سميت Smit.
فما الذي يجعل بيردوفسكي يقول هذا الكلام؟
شاركت الشركة في إنهاء فيضانات البحر. في التسعينيات، نفذت بوسكاليس مشاريع استصلاح للأراضي في سنغافورة وهونج كونج، بما في ذلك المطار الدولي في هونج كونج.
وفي 2010 اشترت سميت، الشركة المتخصصة في الإنقاذ، التي كانت قد شاركت في وقت سابق من ذلك العقد في رفع كورسك Kursk. الغواصة النووية الروسية التي غرقت في أعقاب انفجار في 2000. وعندما انقلبت السفينة السياحية كوستا كونكورديا قبالة إيطاليا بعد اصطدامها بالصخور في 2012.عهد إلى سميت بمهمة تصريف ما يقارب 2400 طن من النفط من صهاريجها.
قال بيردوفسكي: “عليك أن تدرك أن لدينا 40 إلى 50 مهمة إنقاذ كل عام بعضها مذهل وبعض آخر لا يعرفها العالم.
لكننا دائما ما نكون تحت الضغط – في بعض الأحيان تكون مهمتك هي أن تساعد سفينة تحترق لا يزال الطاقم على متنها. هذا ضغط حقيقي”.
يقول المسؤولون التنفيذيون في صناعة الشحن إن بوسكاليس اكتسبت سمعة باعتبارها شركة رائدة في مهام الإنقاذ الصعبة. وذلك بفضل مجموعتها الواسعة من معدات التجريف لاستخراج الرمال، وخبرتها بالعمل في مناطق صعبة في جميع أنحاء العالم.
قال أندرو جريجوري، مدير في شركة هارموني مارين شيب بروكرز، “ليس من المفاجئ أنه تم استدعاؤهم. إنهم الجهة التي تلجأ إليها. هذه شركة كبيرة لديها إمكانيات واسعة”.
لتنفيذ عملية إنقاذ قناة السويس، طلبت بوسكاليس وسْميت المساعدة من عدد من القاطرات الثقيلة للمساعدة. على سحب السفينة إيفر جيفين من الضفاف بعد أيام من أعمال التجريف.
لكن قبل أن تتحرر إيفر جيفين الإثنين من الأسبوع الماضي، كانت الشركة أيضا تضع خططا لإجراءات أكثر قوة لتحرير قوس السفينة. الذي خشي بيردوفسكي أنه قد يبقى عالقا بشدة. كانوا يرسلون بسرعة إلى الموقع خطوط الأنابيب العائمة المتخصصة التي يمكنها تحويل حفارات القطع إلى أجهزة سفع رملي شديدة القوة قبل أن تتحرر السفينة. قال بيردوفسكي، “(اعتقدنا) أن السفع قد يكون الحل”.
مع تحرير إيفر جيفين، من المحتمل أن يتحول الانتباه الآن إلى مجال لا يكون مباشرا دائما في مهام الإنقاذ: تلقي الأجر.
قال بيردوفسكي في “تسع من أصل عشر مرات”، يتم تحديد رسوم عملية إنقاذ مثل عملية أيفر جيفين في نهاية المطاف من خلال. ما يعرف في الصناعة باسم عقد أنموذج لويد المفتوح LOF. وهو نوع من شبه التحكيم حيث يتم الاتفاق على المبلغ النهائي على أساس نسبة مئوية من قيمة السفينة المنقذة وحمولتها.
قال بيردوفسكي الإثنين: “كل من شركة التأمين والمالك ونحن نشعر أن هذا ليس مصدر قلقنا الرئيس في هذه اللحظة”.
الشركة اليابانية المالكة للسفينة، شوي كيسن كايشا، نفت لفاينانشيال تايمز استخدام LOF، على الرغم من أن منشور الصناعة. لويدز ليست Lloyd’s List، أفاد الأسبوع الماضي بأنه تم توقيع عقد مع بوسكاليس وشركة نيبون للإنقاذ اليابانية.
في حين رفض بيردوفسكي مناقشة تفاصيل الترتيب الخاص بإنقاذ إيفر جيفن. يقدر تنفيذيون في صناعة الشحن أن عملية الإنقاذ قد تعود على الشركة بمبلغ يراوح بين 25 و50 مليون دولار.
قال جريجوري، من هارموني مارين، إن نظام LOF “يضمن إصلاح المشكلة وتغادر شركة الإنقاذ بأسرع ما يمكنها”. أضاف: “البديل هو مفاوضات مطولة طويلة الأمد لا تنجح أبدا في المواقف التي بملايين الدولارات”.
بموجب عقد LOF، من المحتمل أن تتلقى شركة الإنقاذ في عملية قناة السويس ما يصل إلى 10 في المائة من قيمة الهيكل والبضائع. التي تشكل ما يسمى “صندوق الإنقاذ”.
التقديرات التي جمعتها فاينانشيال تايمز تحدد قيمة الهيكل بـ150 مليون دولار. قدر كريستوفر دن. رئيس قسم الممارسات البحرية في شركة المحاماة كينيديز، أن قيمة الشحنة يمكن أن تراوح بين 300 مليون دولار و400 مليون دولار. رغم أنه شدد على أن الأرقام غير مؤكدة إلى حد كبير.
أضاف: “من المحتمل أن يكون واحدا من أكبر، أو أكبر، صناديق الإنقاذ لأي سفينة حاويات حتى الآن بسبب حجمها الهائل”.
يمكن أن يكون بلا شك عملا مربحا. في 2020، كان لدى سميت أرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 50 مليون يورو. شكلت ما يقارب ثمن إجمالي أرباح بوسكاليس. بلغت إيرادات بوسكاليس 2.5 مليار يورو العام الماضي.
اعترف بيردوفسكي بأن إنقاذ إيفر جيفين من المرجح أن يكون مفيدا لسمعة الشركة الأوسع، لكنه قال إنها لا تحتاج إلى الدعاية.
قال: “السمعة جيدة لشركة كوكا كولا. لنقل إننا معروفون لعملائنا بالفعل”.