ارتباط المملكة بالإمارات اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد امتداد طبيعي وفائي مصيري لعلاقات تاريخية أزلية قديمة، تعززها روابط الدم والمصير المشترك، ومستويات متقدمة من المتانة والقوة والانسجام والتناغم، نتج عنه اتحاد في نوعية التفاعل والأحداث، ومختلف القرارات، والأنشطة والفعاليات والبرامج في ظل تنسيق وتعاون عالي المستوى والاحترافية في مختلف المجالات والمناسبات.
وللمتابع تاريخيا، لا يستغرب قوة العلاقات السعودية الإماراتية نظرا لما يربطهما من أواصر الأخوة والتعاون واللُّحمة بجذورٍ ضاربةٍ في أرض التاريخ منذ عهد المغفور لهم الملوك السعوديون فيصل وخالد وفهد وعبدالله مع الشيخ زايد -يرحمهم الله جميعا- على جميع المناحي السياسية والاجتماعية والثقافية.. لتمثل اليوم أنموذجا رصينا لعلاقة دولتين وصلتا إلى “توأمة” متينة تجمع حكام الإمارات بإخوانهم ملوك السعودية بهذا الاتحاد الخليجي الثنائي المضاف إلى رصيد الحكمة والثقافة والنظرة المستقبلية لهما.
وبامتداد إرثٍ مجيد؛ يكمل “المحمدان”، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، مسيرة الإخاء نحو جيلٍ تليدٍ من المستقبل الزاهر، حرصا منهما على دعم وتعزيز خصوصية العلاقة، وتكامل ثنائي، برؤية واعية حملاها تعاملا مع المستجدات الراهنة، وبحرصٍ كبير متماسك ووحدة الصف العربي والخليجي وتضامنه والعمل على تمكينه من الحفاظ على أمن المنطقة واستقرار بلدانها.
“المحمدان” وكعادتهما وبثنائيةٍ قويةٍ حازمة أبيّة يحملان اليوم على عاتقهما استراتيجية شموليّة توثق عمق العلاقة الأخوية وتعزز ميثاق التعاون والمصير المشترك، وبحث التطورات المستجدة في المنطقة بما يحقق مزيدا من الاستقرار ويعكس وحدة التوجه والمواقف المترابطة والرؤى المشتركة تجاه مختلف القضايا بعمل دؤوب من أجل نسيجٍ واحدٍ لا يقبل اليوم أنصاف الحلول!
ومن المنطلق نفسه، يبقى “المحمدان” -رغم أنف المرجفين- “صمامي” أمان، يحملان نفس الهم والمسؤولية نحو المواقف المشهودة في دعم القضايا الإسلامية والعربية والخليجية والإنسانية، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، والتعامل معها بسياسات ومواقف متكاملة على أسس راسخة من الأخوة والرؤى والتوجهات المتسقة الواحدة أقوالا وأفعالا، تثبت دوما أن مشاوراتهما وتبادل زياراتهما لم تنتج إلا مواقف موحدة؛ تعكس رسالة وأفقا عالميا لتحقيق الأمن والاستقرار.
أختم وبصوتٍ قويّ واثق، ورغم كيد الكائدين والحانقين المؤدلجين من أصحاب الادعاءات وإعلامهم المأجور ومحاولات اختراقاتهم البائسة لعلاقة الدولتين؛ تبقى المملكة والإمارات دوما دولتين قويتين مؤثرتين في المنطقة وأنموذجا عالميا نحو “توأمةٍ” ولّدت الحب والتآلف والتحالف، انعكست بقاء جليّا بين قيادات وشعوب.. حفظ الله “المحمدين” وأدام الله عزهما ومجدهما كما غرس حبهما في قلوبنا.