متابعة: رهف عمار
تنهال القُبَل على الأطفال من كل اتجاه في مختلف الأعمار، حتى إن الأطفال من حديثي الولادة لا يسلمون من هذه العادة غير الصحية؛ حيث نلاحظ تهنئة الأقارب والأصدقاء بحمل الرضيع وتقبيله، وتمتد هذه العادة إلى غالبية سنوات الطفولة، وهذه العادة شائعة في غالبية المجتمعات العربية؛ لأنهم يعتبرونها دليلاً على الحب والحنان؛ دون أن يعلموا أن عادة التقبيل تُسبب أمراضاً خطرة للأطفال، نتيجة أجسامهم الضعيفة ومناعتهم التي لم تكتمل بعد، التي تجعل قابلية الصغار لالتقاط الأمراض المعدية، إضافة إلى بعض الأمراض المزمنة، خاصة في الأسابيع الأولى من الولادة حتى اكتمال عمر 4 أو 6 أشهر.
حيث تتواجد لدى الأشخاص البالغين بعض الجراثيم والميكروبات في الفم بصورة طبيعية، نتيجة بقايا الطعام المتراكمة بين الأسنان وفي اللثة، وفي حالة تقبيل الرضيع تنتقل إليه بعض هذه الكائنات المُضرة، ما يؤدي إلى إصابته ببعض الالتهابات الفطرية، كما يمكن بسهولة أن تنتقل بعض الميكروبات العنقودية الموجودة في فم الشخص السليم، وتسبب الإصابة بالتهاب في الحلق واللوزتين، والخطورة أن هذه القبلة يمكن أن تصيب الطفل بأخطر أنواع الأمراض، ومنها التهابات الكبد الفيروسية وأنواع الإنفلونزا الحادة، وأيضاً التهابات الغدد النكافية والإصابة بخطر الحمى الشوكية، عن طريق ميكروب يتواجد بصفة دائمة وطبيعية داخل فم الإنسان، وعند وصول الطفل إلى مرحلة عمرية أكبر مثل بلوغه العام إلى العام والنصف، تكون القبلة لها مضاعفات أكبر، مثل الإصابة بالالتهابات الكلوية بصفة مستمرة، وتأثيرات سلبية على صحة القلب.
تكفي مداعبة الطفل من بعيد للتعبير عن الحنان والمحبة، وأيضاً اللمس لأن الطفل له القدرة على التواصل مع الآخرين ويشعر بتبادل الأحاسيس.
كما يرى الأطباء أيضاً أن الابتعاد عن قبلة الرضيع يضمن له حياة مستقرة صحياً، لأن أي ضرر في بدايات العمر سيكون له مضاعفات خطيرة في المدى القريب والمستقبل.