متابعة : رهف عمار
تُشكل البيئة التي نعيش فيها حياتنا اليومية، أكثر العوامل تأثيرا في صحتنا النفسية والعقلية على الإطلاق”، بحسب جمعية الاستشارة الوطنية بأميركا.
لذا بعد أن تحول ملايين الأشخاص إلى العمل من المنزل، وزاد اهتمامهم بالمطبخ باعتباره مصدر دعم لهم، اتضح أنه قد يكون أيضا سببا للتوتر والإجهاد.
وناقشت الطبيبة النفسية الأميركية سيسيل آرينز مشكلات الصحة العقلية وعلاقتها بالبيئة المحيطة، من خلال بودكاست يحمل اسم “غت منتال” (Get Mental Podcast).
وفي معرض بحثها لدى الخبراء عما يمكن أن يسبب الإجهاد في المنزل، أكدت آرينز أن “بعض العناصر المحيطة بنا يمكنها أن تشعرنا بالإجهاد، وتصيب أجسامنا بالتوتر والتقلصات”، مُسلطة الضوء على 6 مُحفزات تؤذي الصحة وتُسبب الإرهاق، قد يكون مصدرها المطبخ بالتحديد.
إذا كان مطبخك يشبه كهفا مظلما بسبب قلة الضوء أو الألوان الداكنة، فسوف يضرك أكثر مما تتخيلين. لأن البيئات المملة يمكن أن تؤثر على صحتنا العقلية، وفق جمعية الاستشارة الوطنية بأميركا.
وتقول المصممة كارول ماركوت “لا يمكنني التفكير في أي شيء أكثر إرهاقا أو كآبة، من العمل في مطبخ غير مضاء”.
كما أن المطبخ الكئيب ذا الإضاءة غير الكافية يجعلنا نشعر بالحزن، بحسب الخبيرة الأسرية وينا كولينز.
أما آرينز فتؤكد أن المطبخ القاتم يؤثر على إبداعنا، ولا يُشعرنا بالإلهام. فيجعل من تحضير الطعام عبئا، بدلا من أن يكون نشاطا ممتعا”.
كما تقول الخبيرة والمدونة كاثلين إن “الحفاظ على أسطح المطبخ خالية من الفوضى، يعطيك شعورا أقل بالتوتر والارتباك، ويمنحك المزيد من الطاقة لإعداد وجبات الطعام”.
فالكثير من الأجهزة والأدوات المبعثرة على المنضدة، والأسطح المزدحمة “تسبب التوتر والإرهاق الذهني والإجهاد، وقد تكون مزعجة بصريا أيضا” بحسب آرينز.
وللحصول على مطبخ خال من الفوضى، توصي كاثلين بالاحتفاظ بمعظم الأغراض في الخزائن، باستثناء الضروريات الثابتة، كآلة إعداد القهوة على سبيل المثال.
إلى جانب اتباع الروتين الليلي، بإعادة ضبط مطبخك لليوم التالي كل ليلة قبل النوم. والتأكد من إعادة كل شيء إلى مكانه وعدم وجود أي شيء لا ينتمي إلى طاولات المطبخ.
وتحذر كاثلين من “أن ترك الأطباق المتسخة على المنضدة أو في الأحواض، يعتبر من أسهل الطرق لجعل المطبخ يبدو فوضويا”. وتوصي بشطف الأطباق المتسخة ووضعها في غسالة الأطباق فورا.
فالأطباق المتسخة هي نوع آخر من الفوضى المرئية التي توجد غالبا في المطبخ، وتكون مصدر ضغط على الأعصاب، بحسب آرينز، التي تضيف أن الإجهاد يتسبب في ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يؤدي بعد ذلك إلى تفاعلات ضارة في الجسم.
إضافة لذلك تُعد القمامة مشهدا مألوفا في المطبخ، فهي تتراكم من النفايات المتخلفة عن عملية الطهي، وعندما نقوم بالتنظيف.
وتشدد آرينز على ضرورة إخفائها، باعتبار أن “صناديق المهملات المكشوفة، خاصة إذا كانت توضع حيث يمكن رؤيتها، واستنشاق روائحها الكريهة، غالبا ما تسبب شعورا بعدم الراحة والاشمئزاز”.
الأعطال والإصلاحات أو التجديدات غير المكتملة في أي مكان في المنزل، “يمكن أن تسبب ضغوطا وتزيد التوتر”، كما تقول آرينز، التي توضح أنه عندما نكون محاطين بأشياء لا تبدو جذابة أو مهدئة أو تسبب نوعا من الاستجابة للتوتر، فإننا نميل إلى قضاء وقت أقل في تلك المساحة.