متابعة أسماء غنم
يمتنع أغلب الأشخاص في الدول العربية عن نشر اسم الأم أو حتى السؤال عنه. باعتباره من الأسئلة المعيبة والمحرجة لدى البعض.
وفي كل عام تطلق مجموعات ناشطة من مستخدمي موقع “تويتر” حملة عبر سؤال مفاده “ما هو اسم أمك”. مطالبين بعدم الخجل أو استشعار الحرج في كل مرة يطرح هذا السؤال.
بينما يفتخر البعض باسم أمه ويتغنى به أحيانا ولو كان في موقع المسؤولية، كما فعل حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. الذي نشر عبر حسابه على تويتر مقطع فيديو، إهداء إلى كل الأمهات، استهله بعبارة “اسمها لطيفة بنت حمدان بنت زايد آل نهيان”، متذكرا علاقته مع والدته الراحلة.
ووجه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي رسالة إلى والدته بمناسبة عيد الأم. ذاكراً اسمها، وذلك عبر حسابه في موقع “تويتر”، واستهل رسالته بالقول: “إلى أمي الغالية، الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم…”.
لكن لماذا يتحفظ البعض على ذكر اسم أمه؟
كشفت الناشطة النسوية اللبنانية، علياء عواضة، في حديث لموقع “الحرة”. إن “هذه الظاهرة ليست جديدة، وهي منتشرة في بعض مجتمعات دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط. حيث يعتبر السؤال عن اسم الأم شتيمة”.
وقالت عواضة أن “البعض يرتبك حتى من قول مصطلح الأم ويفضل الوالدة. وهذا نتيجة المجتمع الذكوري، الذي ينسب كل شيء للأب”.
وبيّنت أنه “في غالبية الدول العربية، عائلة الأم لا تدون على أي شهادة ميلاد أو ورقة ثبوتية. في تكريس النسب للأب باعتباره المسؤول عن التكاثر والعائلة”.
ورأت الناشطة أن “المنظومة الأبوية المتحكمة في جميع مفاصل حياتنا. هي من أنتجت هذه الموروثات المهينة للمرأة”.
فيما شدد الباحث الاجتماعي، الدكتور مصطفى محمد راشد، في حديث لموقع “الحرة”. على أن “ذكر اسم الأم أو حتى الأخت بات عيباً بمجتمعات عربية عدة أبرزها في مصر، وهذه الفكرة تنبع من تفكير ذكوري يعتبر أن اسم النساء معيبا”.
وردا على سؤال حول أي موروثات دينية تمنع التداول باسم الأم. قال راشد إلى أن “هذه الثقافة غير مرتبطة بأي دين. والأم معظمة، ويجب تقديرها وعدم الخجل بها أو باسمها لاعتبارات ذكورية وقيم متشددة”.
وأشار إلى أنه “في القرآن سورة باسم السيدة مريم. فالاسم لا يجب إخفاؤه بحجة الالتزام الديني والشرع”.
وشدد راشد على “أهمية حث الأطفال منذ الصغر على التباهي بأمهاتهم وكسر المحظورات المتوارثة”.