متابعة – علي معلا:
الصراحة والصدق من أقوى الدعائم التي يجب أن تقوم عليها العلاقة بين الزوجين، والحقيقة أن الأمر ليس سهلاً، فالكثيرون بعد الزواج قد يفاجؤون باختلافات جوهرية في التفكير والسلوك والعادات، وهذا يحتاج جهداً مضاعفاً لإنجاح العلاقة واستمرارها.
وهنا قد يقع أحد طرفي العلاقة أو كلاهما في الخيانة الزوجية، وليس المقصود هنا الخيانة الجسدية فقط، وسوف نتعرف في هذا المقال على أشكال الخيانة:
1. الخيانة العاطفية.
العلاقة العاطفية علاقة قلبية، قد تشمل الارتباط الوثيق وتبادل الأسرار ومكنونات النفس، بل إنها قد تمتد لتشمل مناقشة الحياة الزوجية نفسها مع الطرف الآخر في هذه العلاقة، والدفع بكل هذه المشاعر في علاقة خارج الزواج تستنزف المشاعر الإيجابية من العلاقة الزوجية نفسها.
2. الكذب على الزوج ولو في أمور بسيطة.
لا يمكن تبرير الكذب في العلاقة الزوجية، وإذا اكتشف أحد الزوجين كذب الطرف الآخر عليه، فإن هذا عادةً ما يضرب الثقة بين الزوجين في مقتل، وتزداد حدة المشكلة بكبر الكذبة أو كبر الموضوع الذي تتعلق به.
3. استغلال نقاط ضعف الطرف الآخر.
وينبع هذا السلوك غالباً من حب السيطرة أو من تجارب حياتية سابقة، كأن يرفض الزوج عمل زوجته فقط، لأنه عانى من مشكلات والديه وهو صغير، التي يعتقد أن عمل أمه وعدم تفرغها للمنزل هو السبب الأساسي فيها، أو تعمد الزوج انتقاد تصرفات الزوجة لعلمه بضعف شخصيتها وعدم قدرتها على المواجهة، هذه السلوكيات تعتبر من معاول هدم العهود الزوجية.
4. الضغط على الطرف الآخر للتغير.
يجب أن يتعلم كل من الزوجين أن يتقبل الآخر كما “هو”، لا كما يرغب أو يتمنى أن يكون عليه شريكه، ويجب أن يشمل هذا التقبل جميع الصفات الشخصية والشكلية للآخر.
فلا يجب أن تضغط الزوجة على زوجها لتغيير أفكاره السياسية مثلاً أو لإنقاص وزنه لرغبتها الشخصية في ذلك، فالإنسان لا يتغير عادةً إلا إذا أحس أنه بحاجة لهذا التغيير، والضغط على الزوج لإجباره على تغيير ما في حياته قد يكون بداية لانفصام العلاقة بين الزوجين.
5. التباعد العاطفي.
بإهمال احتياجات الطرف الآخر العاطفية، ويظهر هذا الوضع بوضوح في حالات تفضيل صحبة الأصدقاء عن الزوجة، وقضاء أوقات الفراغ مع الأصدقاء في حين تعاني الزوجة من الإهمال والفراغ العاطفي، والتباعد العاطفي يؤدي لا محالة إلى الانفصال الجسدي عاجلاً أم آجلاً.
6. التخاذل عن تدعيم الآخر.
الزواج أشبه بتكوين فريق متكامل يدعم بعضه بعضاً، وخذلان أحد الطرفين للآخر وعدم مساندته في مواجهة مشكلة أو سخرية من الآخرين يعد تخليًا عن دور رئيسي متوقع من الزوجين، فلا يجب أن تقبل الزوجة انتقاد الزوج من أمها إذا اختلفوا، فيجب أن تتذكر الزوجة دائماً أنها هي من اختارت هذا الزوج لتمضية حياتها معه، ودفاعها عنه واجب يلقى تقدير من الزوج بطريقة إيجابية.
7. اعتبار العلاقة مع الزوج أمرٌ مسلمٌ به.
العلاقة الزوجية يمكن أن تغري أحد الزوجين أو كليهما بالاعتقاد أن وجود الطرف الآخر يعتبر أمراً مسلماً به، وهذا قد يفتح باباً كبيراً لإهمال مشاعر الطرف الآخر، والتوقف عن تقديره وتقدير مجهوده في سبيل استمرار العلاقة الزوجية، وهذا عادةً يدفع الطرف الآخر للاستياء والغضب، ويسبب حدوث تراكمات لا نهائية تنتهي بالتباعد العاطفي بين الزوجين.
8. الحديث عن خصوصيات العلاقة الزوجية وإفشاء الأسرار.
الحديث عن خصوصيات العلاقة الزوجية وإفشاء الأسرار من الخيانات الزوجية أيضاً وقد يقع فيها الزوج والزوجة، ولكنها تعد أكثر انتشاراً بين الزوجات إذ تميل معظم الزوجات للحديث مع صديقاتها عن تفاصيل علاقتها مع زوجها، بما قد يحمل تجريحاً وإهانات للزوج.