تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة التي أطلقها مجلس الوزراء حتى 2031، ومواقف قطر المتخبطة وإرتهان قراراتها السياسية لدول أخرى، إضافةً إلى القضية الفلسطينية ومحاولات سلب حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه.
وتحت عنوان “جودة الحياة”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن خطط الارتقاء بجودة حياة المواطنين في الإمارات تستند إلى منظومة متكاملة من الاستراتيجيات التي تستهدف توفير أفضل مستويات الرعاية والعيش الرغيد، لذا جاءت دولتنا – قبل أشهر عدة – ضمن أفضل عشر دول عالمياً في مؤشرات “جودة الحياة”، متقدمة على 160 دولة حول العالم”.
وأضافت “أنه باعتماد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، استراتيجية وطنية لجودة الحياة حتى 2031، تتضمن 90 مشروعاً للارتقاء بالصحة البدنية، والنفسية، والصحة الرقمية، وترسيخ العلاقات الأسرية، تواصل الإمارات مسيرتها بين الدول الرائدة في هذا المجال، معززة مكانتها لتكون الأسعد عالمياً، وتنتقل من مفهوم الحياة الجيدة، إلى جودة الحياة المتكاملة الرامية إلى تحقيق منسوب عالٍ من الرفاه والأمن والسعادة للمواطنين”.
وأكدت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها، أن “جودة حياة” المواطن والمقيم، الهدف الأهم لقيادتنا الحكيمة منذ عهد الأب المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وعلى نهج زايد، يسير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” الذي أيقن أن تقدم الدول يقاس بسعادة مواطنيها، وأن السعادة لا تتحقق إلا بزيادة جودة الحياة، وتعزيز الشعور بالرضا، وتوفير مقومات الرفاهية في المجالات كافة.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “قطر..الإرادة المرتهنة”، أكدت صحيفة ” البيان” أن كل ما تفعله قطر حاليًا يكشف بوضوح انعدام النوايا للتراجع، ومراجعة الأخطاء والاعتراف بها، وكما أكدت دولة الإمارات، فإن قطر تمضي قدماً في تعميق أزمتها أكثر فأكثر، وتضع بينها وبينها الدول المقاطعة لها حواجز يصعب تجاوزها.
وأشارت إلى أن معالي الدكتور أنور قرقاش قد عبر عن ذلك قائلاً: “من الواضح أن الدوحة لم تتمكن من فك أزمتها، بل عمّقتها نتيجة لسياسة سلبية بحثت عن المواجهات، وهو توجّه تنقصه الحكمة، وجاءت تداعياته سلبية عليها، دور الدوحة الفاعل تضرّر نتيجة للمقاطعة وحلت المظلومية محله”.
وأضافت “أن قطر تدّعي، من اندلاع أزمتها، بأن ” سيادتها منتهكة ” من دول المقاطعة الأربع، وتذهب لتكرر وتتشدق بهذا الادعاء في المحافل الدولية، والحقيقة أن أمر السيادة القطرية بات بالفعل مشكوكاً فيه، وذلك بعد أن باتت قطر مرتهنة في إرادتها وقراراتها السياسية لطهران وأنقرة”.
وقالت “البيان”، في ختام افتتاحيتها، “ها هي قطر في قمم مكة تجلس صامتة لا تجد ما تقوله وسط الحشد العربي والإسلامي الهائل ضد سياسات إيران، ثم تذهب بعد انتهاء القمم وعودة القادة إلى بلادهم لتطرح انتقاداتها وتحفظاتها التي لم يمنعها أحد من طرحها في القمم سوى خشيتها من الشذوذ عن الجمع العربي، أزمة الدوحة هي التباين الواضح بين واقع قطر وطموحاتها، وكما أكدت دولة الإمارات “لا حل لأزمة الدوحة بالأساليب التقليدية ومن دون مراجعة صريحة للسياسات التي قادها أميرها السابق حمد بن خليفة، والعقل والمنطق يفرض على الأمير تميم مراجعة صريحة وتبني توجه جديد، ينهي أزمة بلاده، ويعيدها إلى محيطها الخليجي والعربي”.
من جانب آخر، وتحت عنوان “فريدمان الذي يشرعن الاحتلال”، كتبت صحيفة “الخليج”: “المدعو ديفيد فريدمان هو مستوطن يهودي “إسرائيلي” متعصب، بمنصب سفير للولايات المتحدة في “إسرائيل”، عينه ترامب نظير خدماته له كمحام ومستشار في حملته الانتخابية الرئاسية، ولأنه أيضاً صهيوني حتى العظم ومؤيد لسياسات الضم والاستيطان والتوسع، وهو متبرع سخي لمستوطنة “بيت إيل” في الضفة الغربية المحتلة”.
وأشارت إلى أن هذا السفير الصهيوني كان مع جوقة البيت الأبيض الآخرين، كوشنر وغرينبلات وبنس، وراء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، بل عمد إلى نقل مكتبه فور تسلمه منصبه إلى القدس قبل القرار.
وذكرت أن فريدمان لا يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها ولاءه لـ ” إسرائيل” أكثر من ولائه للولايات المتحدة التي يمثلها، بل هو يعتبر وجوده في هذا المنصب خادماً للصهيونية التي يؤمن بها فكراً وممارسة، وأميناً على الأساطير التلمودية وما تتضمنه من أراجيف ومزاعم حول “الوعد الإلهي”، و”شعب الله المختار”، و”أرض يهودا والسامرة” وإعادة بناء الهيكل.
وأضافت أنه من هذا المنطلق أعلن فريدمان في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول، أن “إسرائيل” تملك “الحق” في ضم “جزء” من الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت أن هذا المنطق يتماثل تماماً مع المنطق الاستعماري الذي اندحر في منتصف القرن الماضي وغاب عن وجه الكرة الأرضية، ولم يبق من آثاره إلا كيان عنصري غاصب لا يزال شاهداً وحيداً على جرائم مشينة ارتكبت بحق شعوب كثيرة، وفريدمان يحيي من جديد ذلك العصر الحالك، لأنه يمثل بمواقفه تلبية لما يمارسه الاحتلال من سلب للأرض ومصادرة للحقوق، والعدوان والتوسع والقتل، وبما يتنافى مع كل القوانين والشرائع والقرارات الدولية التي ترفض الاحتلال والعنصرية، بل هو تحول إلى متحدث باسم نظام “الأبارثايد” والحقد الذي يبرر اللصوصية والنهب، وليس سفيراً لـ”دولة عظمى”.
ولفتت إلى أن كلام فريدمان رسالة لكل الفلسطينيين ما يستدعي موقفاً فلسطينياً حاسماً في التصدي لهذه السياسة العدوانية، من خلال العمل فوراً على إنهاء الانقسام ومباشرة تحقيق المصالحة وطي صفحة الخلافات المخزية والمخجلة بين فتح وحماس، ووقف كل أشكال التنسيق السري والعلني مع الاحتلال، ووضع برنامج مواجهة وطني يعيد تصويب البوصلة الفلسطينية إلى نقطة الصراع الأساسية مع العدو، أي إلى مسار المقاومة بكل الوسائل الممكنة.
واختتمت صحيفة “الخليج” افتتاحيتها تقول: “إن تصريحات فريدمان تمنح حكومة الاحتلال غطاء أمريكياً لتوسيع الحرب الاستيطانية، تحت غطاء “مشروع سلام” أمريكي ملغوم يكرّس الاحتلال “الإسرائيلي” بمنطلقه التوراتي في سيادة “إسرائيل” على كل الأراضي العربية المحتلة، وما بعدها”.