متابعة : رهف عمار
البسترة هي عملية تسخين سائل ما بهدف القضاء على الجراثيم أو البكتيريا، وتعتبر عملية البسترة من أهم العمليات التي تتم على الصناعات الغذائية، ومن ضمنها الحليب المعروف بسرعة تلفه نتيجة لنشاط البكتيريا فيه، وبالتالي فإن عملية البسترة تحفظ الحليب ومنتجات الألبان بشكل عام، وتزيد مدة صلاحيتها، وبالتالي يمكن للتجار الاحتفاظ بتلك المنتجات لفترة أطول دون فسادها.
يمكن بسترة الحليب في المنزل بكل سهولة، وذلك عن طريق تسخين الحليب على درجة حرارة 72 مئوية لمدة خمسَ عشرةَ ثانية فقط، أو على درجة حرارة 60 مئوية لمدة ثلاثين ثانية، ويجب استعمال ميزان الحرارة الخاص بالأطعمة، والذي يمكن الحصول عليه من المتاجر الخاصة بتجهيز محلات الحلويات، فتسخين الحليب لا يؤدي إلى غليانه، وبالتالي يتم الاحتفاظ بطعمه وفائدته الغذائية، ولكنه سيقتل معظم البكتيريا والجراثيم الموجودة فيه، وبعد التسخين فوراً، يتم تبريد الحليب بدرجة حرارة أربع درجات مئوية، بحيث تبقى تلك الحرارة هي نفسها طيلة عملية البسترة.
أنواع البسترة وفقاً لموقع موضوع :
البسترة البطيئة
تكون البسترة البطيئة عن طريق تمرير السائل المراد بسترته في جهاز أنبوبي ذي شكل حلزوني يُسخن عن طريق الماء على درجة حرارة 85 مئوية لمدة نصف ساعة، ثم يُبرد بعدها مباشرة بشكل مفاجئ وبطريقة غير مباشرة.
البسترة السريعة
تتم البسترة السريعة عن طريق تسخين السائل لمدة عشرين ثانية على درجة حرارة 90 مئوية، ثم تبريده بشكل مفاجئ، حيث إن عمليات التسخين والتبريد تتسبب في انعدام قدرة البكتيريا على التأقلم، مما يؤدي إلى تمزق أنسجتها بسبب التمدد والانكماش المفاجئ، وبالتالي فإنها تموت.
البسترة اللحظية
تسمى البسترة اللحظية أيضاً بالبسترة الخاطفة إذ يُسخن السائل لدرجة حرارة 90 مئوية لمدة عشر ثوانٍ فقط، ثم يُبرد بعدها مباشرة، وتستعمل هذه الطريقة في صناعة الزبدة والأجبان والقشطة.
الإجراءات التي تسبق عملية البسترة
بشكل عام تسبق عملية البسترة عمليات أخرى يكون الهدف منها تجهيز الحليب لغرض الصناعة، ومن تلك العمليات: تجنيس اللبن لتقليل قدرة الدهون الموجودة في الحليب على التجمع معاً، وتكوين كتلة دهنية أو قشطة مثلما يحدث مع الحليب الطبيعي، وذلك من خلال تفتيتها إلى جزيئات صغيرة جداً منتشرة في الحليب بشكل منتظم، وهنا اقتضى التنويه إلى أن بسترة اللبن المجنس يجب أن يكون على درجة حرارة منخفضة ومناسبة، بحيث لا تكون منخفضة جداً؛ حتى لا تتسبب في خروج بعض الزنخة منه نتيجة نشاط إنزيم خاص يحلل الدهون الموجودة فيه بسبب صِغر حجمها، ولا لدرجة مرتفعة جداً لكي لا يتغير طعمه ويصبح قريباً إلى الحليب المطبوخ.