متابعة – نغم حسن
تشكل تربية الأطفال في عمر السنة هاجساً لدى الآباء والأمهات، إذ يتخوّف الأهل من قدرتهم على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة.
فالطفل منذ صغره يبدأ بتعلم الأشياء ويسعى لاكتشاف كل ما حوله، لذلك يجب على عائلته أن تحميه من نفسه وتقدم الإرشادات والتوجيهات له.
كما يجب تقديم الدعم، وسنّ القوانين والقواعد الرادعة له، وذلك ضمن المعقول وبشكل واعي ومنطقي.
وفيما يلي بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند وضع القواعد للطفل:
1- يجب على الوالدين التركيز بشكل كبير على القواعد المتعلّقة بالسلامة والأمان، كعدم لمس الموقد.
2- التوضيح والشرح:
يجب على الوالدين توضيح الأهداف وراء القواعد الموضوعة، والأسباب الكامنة حول عدم السماح للقيام بشيء معيّن، وشرح ذلك بشكل مستمرّ.
وحتى لو كان الطفل في هذا العمر لا يستطيع فهم كل الكلام الذي يدور حوله.
ومثال ذلك قول الأمّ لطفلها: “يجب عليك أن تغطّي فمك عندما تسعل حتى لا تنتقل الجراثيم إلى الآخرين”.
3- ضرورة تمسّك الوالدين بالقواعد المفروضة والثبات عليها حتى يتمكّن الطفل من تقليدهم وتعلّمها والاستجابة لها.
4- التاواصل مع الأطفال:
يجب على الوالدين مراعاة التواصل الدائم مع الطفل بعمر السنة من خلال التحدّث معه وطرح الأسئلة عليه بشكل مستمرّ للمساهمة في تطوير مهاراته.
مثلاً: عدّ الدرجات أثناء صعود الدرج مع الطفل، والإشارة الى الفواكه والخضراوات مع ذكر أسمائها وألوانها عند التواجد في المتجر مع الطفل.
وقراءة الكتب والقصص للطفل، والإشارة إلى الأشياء الموجودة فيها مع ذكر أسمائها.
5- تقديم الخيارات للطفل في بعض الأحيان، كسؤاله إذا ما كان يُريد ارتداء الجوارب الزرقاء أم الحمراء.
6- تجاهل تصرفات الطفل الخاطئة:
يستطيع الطفل تمييز السلوكيات الصحيحة من الخاطئة من خلال العواقب والنتائج المترتّبة على كلّ منها.
وقد أثبتت العديد من الدراسات فعالية طريقة تجاهل الطفل لمدّة قصيرة عندما يقوم بتصرّف خاطئ، وبالمقابل منحه مكافأة عند قيامه بتصرّف صحيح.
7- المشاعر:
قد تكون مشاعر الخيبة والانزعاج محفّزاً قوياً لدى الأطفال في عمر السنة لتصحيح سلوكهم في المرّات القادمة.
فإنّ جعل الطفل يُدرك عواقب تصرّفاته الخاطئة ويتحمّل نتائجها يولّد لديه رغبة في التخلص من هذه المشاعر غير المرغوب بها.
8- مساعدة الطفل في التحكّم بمشاعره قد يشعر الطفل في عمر السنة بالإحباط وعدم الرضا عند محاولته فهم الأمور من حوله والسيطرة عليها.
لذلك يجب على الوالدين مساعدته في التحكّم بمشاعره ومحاولة إخباره بأنّهم يشعروا بغضبه.
9- يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة وإيجابية أمام طفلهم من خلال تعليمه الامتنان لما يمتلكه، والاستمتاع به بدلاً من الحزن عمّا ليس لديه.
10- الاستكشاف:
السماح للطفل بالاستكشاف يبدأ الطفل بعمر السّنة بالاستكشاف وتجربة أشياء جديدة، لذا من الضروري تهيئة المنزل وتأمين البيئة والجوّ الآمن.
مثل: الملاعق الخشبية، وتثبيت البوابات الخاصّة بالأطفال عند الأدراج، وإبعاد المنظّفات المنزلية والمواد الكيميائية عن متناوله.. إلخ.
11- لا يفهم الطفل البالغ من العمر عاماً واحداً غالباً سبب صراخ والديه عليه، بل إنّ ذلك سيُسبّب له خوفاً منهم.
12- العقاب الجسدي:
أثبتت الدراسات والأدلّة أنّ العقاب الجسدي كالضرب يُعدّ أسلوباً غير فعّال في تأديب وتربية الطفل في عمر السنة.
بل إنّه قد ينعكس عليه سلبياً في المستقبل، إذ يساهم في تشكّل سلوكيات معادية للمجتمع لديه.
13- توجيه ألفاظ سيئة:
لا يمكن وصف طفل بعمر السنة بأنّه سيء، فهو فقط يحاول اكتشاف العالم من حوله.
لذلك عند قيامه بأي تصرّف خاطئ فإنه يتوجّب على الوالدين وصف الفعل بأنّه سيء وليس الطفل نفسه، وذلك لأنّ الطفل غير مدرك لحقيقة هذا التصرّف.