بقلم: علي العمودي
غمرتنا أخبار ومعلومات الجوانب العلمية والاقتصادية والصناعية حول الإنجاز الإماراتي الباهر بمهمة مسبار الأمل، ووضعت العرب عند أبعد نقطة في الكون. ولكنْ هناك بعد وطني آخر في المهمة التاريخية يتعلق بروح إماراتية تجلت في أحلى وأبهى صورها، بمظاهر مختلفة من الحب والامتنان والفخر والاعتزاز والالتفاف حول قيادة استثنائية عبرت بوطن استثنائي نحو مرافئ الإنجاز والصدارة في مختلف الميادين والمجالات وقمة المؤشرات الدولية وتقارير التنافسية العالمية.
بُعدٌ يحمل في طياته قوة التلاحم الوطني، والإمارات تستقبل الخمسين القادمة من تاريخها المجيد بكل جاهزية لمئوية الإمارات، والمهمة التاريخية تمهد لإقامة أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2071.
ومن البعد الوطني إلى القومي والإسلامي، والإمارات تنظر للمهمة التي استغرقت أكثر من ستة أعوام وبحشد العشرات من العقول والسواعد الإماراتية، كنقطة ضوء وشعاع أمل للأمتين العربية والإسلامية والبشرية جمعاء على خطى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس في كل إماراتي وإماراتية القناعة بأن كل خير له، هو أيضاً لأشقائه في المنطقة الخليجية والعربية وللبشرية جمعاء. ولعل في الخطوة التي أقدمت عليها مطارات دبي دلالات رمزية على حرص الإمارات على أن يشاركها العالم فرحة الإنجاز التاريخي. فقد حرصت على تزيين جوازات سفر القادمين بختم الوصول إلى وطن السعادة والإنجازات بعبارة «لقد وصلت إلى الإمارات.. والإمارات تصل إلى المريخ في 09.02.2021»؛ وهي مطبوعة بـ«حبر المرّيخ»، المصنوع من صخور بازلتية بركانية من منطقة مليحة بالشارقة، والتي يشابه سطحها إلى حدّ كبير سطح المريخ، مما يجعل سعيد الحظ القادم من مختلف أصقاع الأرض إلى وطن السعادة يشاركنا الفرحة بالإنجاز ويجعل منه ذكرى جميلة تعيش معه للأبد.
روح إماراتية تشعل الأمل والفرح في النفوس، تؤكد على جوهر نهج الإمارات وإيمانها الراسخ بأن التعاون بين الأمم والشعوب مفتاح الوصول إلى حلول في مواجهة التحديات التي تواجه العالم. ومن هذا المنطلق، لم تنس مسؤولياتها في أصعب وأعقد جائحة تواجه البشرية عندما أرسلت عشرات الأطنان من المساعدات لدعم الطواقم الطبية في مختلف أصقاع الأرض لمواجهة جائحة كوفيد- 19، وتؤسس «ائتلاف الأمل» وتطلق مبادرة عالمية لنقل وتوزيع ملياري جرعة من اللقاح المضاد للفيروس إلى البلدان النامية، دون أن تكترث بأولئك المشغولين بها.. لأنها مشغولة بالمريخ.