متابعة – شادي علوش
شكّل الأثاث العتيق والقطع القديمة من أسواق السلع المستعملة، حالة انتباه خاصة للمخرجة الهولندية، جينيفر سكوبين.
وتهتم سكوبين بشكل خاص بتتبع الصور القديمة.
وفي حديث لها نقلته CNN تقول سكوبين: “لقد أحببت أن أتنفس حياة ثانية من خلال هذه الأغراض”.
سكوبين عثرت خلال تواجدها بسوق السلع المستعملة في عام 2008، على صندوقين من الصور.
وحول تلك الحادثة أوضحت: تجد صوراً فردية في الكثير من الأحيان، أو بطاقات بريدية، ولكن امتلاك صندوقين كاملين من الصور، جعلني أشعر بالفضول حيالهما.
قامت سكوبين بعملية تفتيش داخل الصندوق، حيث وجدت صوراً ملونة، يعود بعضها لأشخاص، مع وجود مشاهد للشوارع والمناظر الطبيعية.
البائع لم تتوفر لديه أية معلومات عن مصدر الصور.
وحملت بعضها سنوات ومواقع محددة، ويبدو أنها تعود في الغالب إلى فترة الخمسينيات والستينيات.
هنا قررت سكوبين شراء هذه الصور، ومسحها ضوئياً، مع تكبيرها إلى حجمها الكامل لمعرفة التفاصيل.
وبمجرد رقمنتها، بدأت القصة كاملة تصبح أكثر وضوحاً.
صورة لمطار سخيبول أمستردام عند حلول عصر الطائرات النفاثة.
ثم تأتي بعدها سلسلة من اللقطات للأشخاص، والعروض، والمشاهد التي يبدو أنها التقطت في ألاسكا بالولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى لقطات الشوارع والمناظر الطبيعية، كان هناك العديد من الصور لأفراد، مثل الراهبات وأطفال المدارس.
وتواجد في الصندوقين أيضا صور لشوارع جبال مغطاة بالثلوج، وسيارات قديمة، وعائلات تبتسم للكاميرا مباشرة.
سكوبين انتابها شعور أن بعض الأفراد سيتعرفون على أنفسهم، إذا تمكنوا فقط من رؤية هذه الصور.
وتواصلت مع بعض المعاهد الثقافية في ألاسكا، لكنها لم تصل إلى نتيجة.
وبذلك، تخلت المخرجة الإبداعية عن البحث، وتجاهلت الصور لسنوات.
ولكن مع اقتراب عام 2020 من نهايته، أعادت سكوبين اكتشاف الصور الأصلية المخزنة في الصندوق، بينما كانت تنظف الخزانة.
وفي الوقت الذي اشترت فيه الصناديق، عملت سكوبين بشركة “KesselsKramer”.
وهي وكالة إعلانات هولندية يملكها الفنان، إريك كيسيلز.
وقالت سكوبين: “لطالما كان إريك كيسيلز مهتماً في جميع الصور الفوتوغرافية والصور القديمة والقصة خلفها، لذلك أعتقد أنني ربما حصلت على بعض الإلهام”.
واستمتعت سكوبين أيضاً بتوثيق رحلاتها باستخدام الكاميرا، وكانت صور مغامراتها مهمة حقاً بالنسبة لها.
وقالت: “بالنسبة لي، كانت ثمينة.. شعرت بالدهشة عند العثور على هذه الصور، ومعرفة أن شخصاً ما يمكن أن يتخلى عن مثل هذا الكنز”.
وعندما قامت برقمنة الصور لأول مرة، أمضت سكوبين بعض الوقت لفك تشفير المواقع، في محاولة لتحديد التسلسل الزمني للصور.
وهنا اكتشفت أن بعضها، قد تم التقاطه في 4 يوليو/ تموز 1959 في أنكوريج، ألاسكا.
وتعتقد سكوبين أن المصور كان هولندياً.
وتقول: “كان هناك دليل على بدء الرحلة في أمستردام، لأنه كانت هناك صورة واحدة لمطار سخيبول”
مضيفة أن الدليل الآخر هو انتهاء المطاف بهذه الصور في أمستردام.
كذلك فإن إحدى الصور المفضلة لسكوبين تعود إلى امرأة كبيرة في السن، وترتدي معطفاً أرجوانياً منقوشاً.
وهناك صورة أخرى لشخص يصطاد على الجليد.
وأخرى لفتاتين ترتديان سترات زرقاء متطابقة.
وتأمل سكوبين أن تستطيع لم شمل شخص ما بصورة طفولته، أو تقديم صورة للأقارب.
وتتوفر مجموعة الصور الكاملة في “Google Drive”.
وتطلب سكوبين من جميع الأشخاص ترك تعليقاً على الصور إذا كانت تتوفر لديهم أي معلومات عن القصة خلفها.