حوار: مظفر إسماعيل
يعتبر التجميل من بين العمليات الأكثر انتشاراً في مجال الطب الحديث، حيث لم تعد عمليات التجميل حكراً على النساء، بل باتت تشق طريقها إلى عالم الرجال في الآونة الأخيرة.. غاية التجميل رفاهية لدى الكثيرين، لكن الأمر لا يخلو من الجانب العلاجي في كثير من الأحيان..
للحديث عن فوائد التجميل وأهميته، وعن بعض الخفايا المتعلقة به، نستضيف الدكتور “مرهف بريك هنيدي” في الحوار التالي:
– دعنا نتحدث قليلاً عن بداياتك في مجال الطب.
درست في دمشق ودخلت كلية الطب، وكان الموضوع بالنسبة لي بسيطاً جداً، لأننا في المنزل جميعنا نعمل في مجال الطب، والدي “نزار بريك” لديه خبرة 35 عاماً وأخوتي أيضا أطباء، لذلك دخلت مجال الطب دون حيرة أو معاناة. أنا موجود في مجال الطب حتى قبل أن أدرسه، حيث كنت أرافق والدي في العمليات والعيادة، وكان لدي فضول وحب للمهنة. درست الطب البشري في الجامعة السورية الدولية الخاصة، وتخرجت منها في عام 2015 / 2016، وتخصصت في مجال “أذن أنف حنجرة وجراحة رأس وعنق الترميمية التجميلية”.
– الكثير من الناس يرفضون التجميل.. ما تعليقك؟
التجميل حالياً أصبح الرقم واحد لأي شخص، دخل حياتنا من أوسع الأبواب، أنا مع التجميل فقط عندما تكون الحالة تتطلب التجميل. يجب ألا يتحول التجميل إلى هوس كما هو الأمر عند البعض. هناك أمور تسبب إحراجاً أو ضغطاً نفسياً، يجب تقويمها.. الأمور التجميلية ليست فقط بوتوكس وفيلر، فهناك أمور تجميلية علاجية. وأنا أقول كثيراً أن الأمر إذا زاد عن حده أصبح ضاراً.
– هل هناك حالات يتطلب علاجها عمليات تجميل؟
نعم، سأضرب لك مثالاً.. توجد الكثير من حالات تبارز صيوان الأذن “أذن الخفاش”، وغالباً تكون المشكلة خلقية، وفي هذه الحالة تكون الأذنان على مستوى غير مألوف، وتسبب الإحراج إذا لم تقوَّم منذ الصغر. هنا يجب أن يتدخل التجميل، لأن الأمر يؤثر على الطفل فيكره المدرسة والاختلاط، وقد يتعرض لكلمات جارحة من المجتمع، تسبب له الإحراج. بالتالي نجري العملية البسيطة منذ الصغر قبل وعيه، ونسبة نجاح هذه العمليات عالية جداً. كما نجد في بعض الأحيان فتاة تغطي أذنها بشعرها لأنها محرجة، والسبب شكل الأذنين، وهنا يأتي دور التجميل لعلاج هذه الأمور وإعادة الثقة لمن يحتاجها.
– ما هي عمليات التجميل الأكثر انتشاراً بين النساء؟
من أكثر أنواع التجميل انتشاراً عند النساء حالياً تجميل الأنف، لأن الأنف متصاحب كثيراً مع انحراف وتيرة أو جيوب أو مشاكل تنفسية، فتكون عملية تجميل الشكل مرافقة للعملية العلاجية بناء على رغبة المريض. ومن جهة أخرى، الأنف يتصدر واجهة الوجه وهو أول عنصر تراه العين، لذا معظم النساء تعمد إلى تقويم شكله. وهنا أوضح للنساء أن الأنف له قواعد معينة، فأنا لا أستطيع فك الأنف وتركيب قواعد جديدة له، نحن نقوّم شكله وفق القواعد الموجودة، فالغضاريف وشد الجلد وغيرها من الأمور تلعب دوراً في نجاح العملية. فليس أي أنف يليق بوجه المريضة، دائماً يجب أخذ مقاييس الوجه وفق المقاييس العالمية كي يتم تعديل الشكل وفق ما يناسب الوجه. ومن العمليات الرائجة أيضاً شد الأجفان وحقن البوتوكس والفيلر التجميلي والعلاجي.
– ما مدى إقبال الرجال على التجميل؟
الرجال يقبلون على التجميل بكثرة في الآونة الأخير، وأكثر شيء يتجهون إليه هو حقن البوتوكس أو الفيلر، والأمر علاجي أكثر مما هو تجميلي، مثل حقن البوتوكس للتعرق تحت الإبطين، وهي أكثر أنواع التجميل المنتشرة بين الرجال.
– تعتبر تكلفة التجميل مرتفعة كثيراً.. ما السبب؟
موضوع التجميل ترفيهي وليس علاجي، ولا يوجد فيه شيء إسعافي، وبالتالي تعتبر المسألة رفاهية، ما يرفع من سعرها عالمياً.. في سوريا التجميل رخيص جداً وتكلفته قليلة، كما أن كفاءة الأطباء عالية جداً، لذلك نجد سوريا محط أنظار أغلب الأشخاص في العالم العربي.
– إلى أي مدى تأثرتم بجائحة كورونا؟
كورونا أثر علينا كأطباء، فهذا المرض يبدأ بحالة رشح أو كريب، فيقصدنا المريض منذ البداية، كنا دائماً على تماس مع المرضى، وكورونا أثر علينا حالنا حال أي دائرة عمل في العالم. وأنا أوقفت العمليات غير الإسعافية في ذروة كورونا، خوفاً على المريض.