أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي، اليوم الأربعاء، عن إطلاق واحة التسامح بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية وممثلي البعثات الدبلوماسية بدولة الإمارات، وتم زراعة أشجار الغاف في منطقة “الفاية” على طريق مدينة العين على شكل كلمة “تسامح” باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك في إطار مبادرة “التسامح مع الطبيعة” التي أطلقتها الهيئة تزامناً مع عام التسامح وتجسيداً لقيم التسامح على أرض الإمارات.
وتهدف “واحة التسامح” إلى ترسيخ قيم التعايش والوئام والتسامح والسلام التي يتمتع به الجميع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسليط الضوء على أهمية شجرة الغاف والدور الكبير الذي تلعبه في المحافظة على التنوع البيولوجي وتوفير موئل طبيعي للأنواع البرية في البيئة التي تعيش فيها.
وبلغ عدد الأشجار التي تمت زراعتها في “واحة التسامح” 600 شجرة غاف وأكثر من 1000 شجرة مرخ، وهي من الأشجار المحلية التي تم إكثارها في مشتل بينونة التابع للهيئة والمتخصص في إنتاج النباتات المحلية.
وتساهم “واحة التسامح” في توفير الظل الطبيعي لمجموعات مختلفة من الأنواع البرية التي تأويها منطقة الفاية، والتي تضم عدة آلاف من الحيوانات البرية التي يعتبر بعضها من الأنواع المهددة بالانقراض عالمياً.
وستعمل الواحة كمصد طبيعي للرياح النشطة في منطقة الفاية التي تعاني من التراكم المستمر للأتربة إضافة إلى دورها كحقل أمهات لجمع البذور من مكان محدد ومحصور دون الحاجة إلى جمعها من أماكن بعيدة ومتفرقة مما يساهم في توفير الجهد والوقت والتقليل من الأثر السلبي للجمع من الطبيعة.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، إن إطلاق “واحة التسامح” بالتزامن مع اليوم الدولي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر جاء للتعبير عن قيمة التسامح التي تعد من القواعد الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات التي تحتضن أكثر من 200 جنسية باختلاف أعراقهم ودياناتهم معاً في محبة وسلام.
وأضافت: “أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اهتماماً كبيرا بشجرة الغاف وأصدر توجيهاته بمنع قطعها وشجع على زراعتها في جميع أنحاء الدولة وتنفيذاً لتوجيهاته للحفاظ على هذا النبات تم زراعة نحو 6 ملايين شجرة منها في الغابات في إمارة أبوظبي، واليوم يزيد إجمالي عدد أشجار الغاف في إمارة أبوظبي على 10 ملايين”.
وتتضمن خطة عمل الهيئة لصون الغاف الطبيعي في إمارة أبوظبي العديد من المهام والتي من أهمها إكثار الغاف ضمن مشتل النباتات المحلية في منطقة بينونة والاحتفاظ بمجموعات بذرية من الغاف من مناطق مختلفة وتشجيع زراعة الغاف ضمن المشاريع المختلفة، ومسح مناطق تواجد الغاف الطبيعي في إمارة أبوظبي واعتبار بيئات الكثبان الرملية المحتوية على الغاف إحدى البيئات الحرجة التي يخضع فيها التطوير لإجراءات صارمة.
وأجرت الهيئة تعدادا وترقيما إلكترونيا لأشجار الغاف البرية التي يبلغ عددها 54 ألف شجرة بهدف التعرف على موقعها ومدى انتشارها كما تم ربط توزيع الغاف الطبيعي وانتشاره مع معدلات وتوزيع الأمطار، ومع ملوحة التربة ودرجات ملوحة المياه الجوفية والاتجاه السائد لحركة وانتشار الكثبان الرملية كما تم إعداد خارطة كثافة انتشار أشجار الغاف في الإمارة والتي تقاس بعدد الأشجار في الكيلومتر المربع.