متابعة – أسماء صبحي
يسعى أولئك الذين يعانون من الفيهوفوبيا القيادة أو يقودون فقط في ظل الظروف الخاصة، كأن يقودوا فقط بوجود شخص آخر معهم. إلى تجنب السير على طرق معينة، دون تجاوز السرعة الدنيا، خلال النهار أو على الطرق الخالية والخ..
وتتفاوت درجة الخوف لدى السائق تبعا للقيود أو الصعوبات التي يتسبّب بها الرُهاب وكذلك مستوى عدم الراحة الذي قد يشعر به الشخص. فبعض الأشخاص لا يستطيعون حتّى الجلوس في كرسيّ السائق. وبعضهم الآخر يفضّل أن يجعل شخصا آخر يقود بدلاً منه، كما هناك من يفضّل المشي أو ركوب سيارة الأجرة. بالإضافة إلى الأشخاص الذين لا يمانعون قضاء ضعف الوقت للوصول إلى وجهتهم من خلال اختيار طريق أكثر هدوءا.
ويمكن أن يعيق هذا الخوف الحياة اليومية من خلال رفض عروض العمل التي تتطلّب القيادة. إنفاق الكثير من الأموال على وسائل النقل العامة، أو رفض مساعدة شخص ما في حالة طارئة.
والفيهوفوبيا تسحق احترام الذات لأنها تجعل الشخص يشعر بالدونيّة والإحباط وعدم الكفاءة.
وغالباً ما يؤثر الخوف من القيادة بشكل أكبر على السائقين ذوي الخبرة القليلة (أقل من سنتين). كما يؤثّر بعدد أقل من الحالات على السائقين ذوي الخبرة الأكبر أيضا. كما أن الحالة تشيع وسط النساء في الثلاثينات من أعمارهن. وإليك بعض الأسباب الرئيسية لهذا الخوف:
المعاناة من حادث ما ( أو ببساطة المرور بحادث).
التعلّم المبني على الخوف أو عدم الثقة في القدرات.
الشعور بالقلق والضغط بسبب مشاكل أخرى غير القيادة (العمل، المشاكل العائلية،الخ..).
هل يمكنك التغلّب على الخوف من القيادة؟
إن كنت لا تستطيع أن تقود سيارتك لأي سبب من الأسباب، فقط لأن ركوب السيارة يرعبك، إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:
1ـ اخلق جوًا مريحًا
هناك بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين بإمكانهم أن يجعلوك أكثر توترا إن كانوا بجوارك أثناء القيادة. يمكنك أن تطلب منهم الجلوس في الخلف أو ببساطة عدم القدوم معك.
ارتد الملابس المريحة لتجنّب الشعور بالضغط في أي جزء من جسمك. كما يمكنك الاستماع إلى الموسيقى التي تبعث على الاسترخاء ووضع معطّر ذي رائحة لطيفة.
2ـ مارس التنفّس البطني
عندما تشعر أنّك لا تستطيع السيطرة على موقف ما وأنك تعاني من نوبة هلع، أوّل ما عليك فعله هو أن تمارس التنفّس البطني.
دع الهواء يدخل من أنفك ويكمل إلى رئتيك بعمق. يجب أن يتمدد بطنك قدر الإمكان. بعد أن تخرج الزفير لتريح جسدك، كرّر ذلك عدة مرات.
3ـ استخدم التأكيدات الإيجابية
جميع الجمل أو الكلمات التي تسمح لك ببناء ثقتك بنفسك و احترام الذات هي موضع ترحيب إن كنت تخاف من القيادة.
فعلى سبيل المثال يمكنك أن تحاول قول ما يلي بصوتٍ عالٍ: “إنني أقود بحذر وضمن حدود السرعة”. “أنا أعلم أنني سائق يقظ و مجهّز لأي موقف”. “إنني أقود في الممر الأيمن لكي أشعر بأمان أكبر”. “لقد خططت لهذه الرحلة، أعلم إلى أين سأذهب وأنا مستعدّ دائماً”.
4ـ واجه مخاوفك
أفضل طريقة للسيطرة على خوفك من القيادة هي ممارسة القيادة.
ابدأ بشكل بسيط، في ساعات المرور الخفيفة، على الطرق الهادئة وبسرعة منخفضة جدا. وبمجرد اكتسابك المزيد من الثقة بنفسك سيتلاشى خوفك.
العلاج بالتعرض هو أحد أفضل الطرق الفعالة للتغلّب على الخوف. فإذا لم تقم بأي شيء للتغلب عليه، سيكبر ويزداد أكثر ويصبح غير قابل للسيطرة عليه.
5ـ اتّخذ خطوات صغيرة
إن كنت تخاف من القيادة، لن تتمكّن من استخدام السيارة للمسافات البعيدة التي تحتاج القيادة في الليل إلى أن يحين الصباح. بسبب ذلك عليك أن تكمل بعض الخطوت أو المراحل حتى تشعر أنك مستعد.
ابدأ بمسك المفاتيح لبضع دقائق، ثم اجلس في السيارة والمحرك مطفئ. بعد ذلك، قد السيارة في شارع واحد وتحرّك حول الحيّ.
ثمّ اتّجه إلى طريق رئيسي ذي حركة مرورية خفيفة واستخدم الممر الأيمن من الطريق السريع إلى أن تصل إلى المخرج الأول، ثمّ انتقل إلى الممر التالي، وما إلى ذلك.
6ـ اطلب المساعدة
هناك العديد من الأشخاص من حولك الذين سيقدمون الدعم الذي تحتاجه للتخلّص من مخاوف القيادة التي لديك. يمكنك أن تطلب منهم ركوب السيارة معك في رحلاتك الأولى أو على الأقل أن يستمعوا لمخاوفك ويقدموا الآراء.
في بعض الأحيان، مجرد الحديث عن المشكلة والمشاعر التي تسببها القيادة يمكن أن يجعلك تبدأ في طريقك للتغلب على الخوف.