متابعة : رهف عمار
اعتادت سيدة خمسينية على التسول في الشوارع واستجداء المارة والجيران، رغم أن نجليها يعملان في النجارة ويكسبان قوت يومهما، إلا أنها فضلت أعمال التسول بدلا من القناعة بما يمنحانها من أموال، فلا يستطيع أحدهما الاستمرار في وصلة مزاح مع صديقه حتى يعايره الأخير بما تفعله الأم، وفقا لما نشره موقع الوطن
طالما ألح نجلا المجني عليها بالبقاء في المنزل، إلا أنهما لم يستجيبا لطلبها بضرورة زيادة المبلغ المخصص لها، وأحيانا كانا ينقطعان عن منحها أموالًا بالأيام والأسابيع، مما اضطرها للاستمرار في أعمال التسول بالشوارع في مدينة سمالوط، وتحدثا لبعضهما البعض أملا في التوصل لحل لحالة والدتهما.
حيث كانت المجني عليها في بيتها.. عادت للتو من الخارج، وتحين نجلاها حضورها حتى دخلا إلى المنزل، وعاتباها على استمرارها في أعمال التسول، فبادلتهما العتاب على قلة مصروفها منهما، وبينما هي تتحدث طلبت منهما الانصراف حتى ترتاح قليلا، إلا أنهما انقضا عليها وخنقاها سويا حتى تأكدا من وفاتها.
و شقيق المجني عليها يكتشف الجريمة:
وصل شقيق المجني عليها إلى منزلها بعدما لاحظ غيابها، وفوجئ بها جثة هامدة مسجاه على الأرض، جس نبضها وحركها يمينا ويسارا دون استجابة حتى تأكد من وفاتها.
استغاث شقيق المجني عليها بالجيران والمارة، وتوجه إلى مركز شرطة سمالوط، وطلب مقابلة المأمور، وأبلغ عن الواقعة، وانتقلت الشرطة إلى هناك، وتبين وجود جثة المجني عليها على الأرض، وأنها ترتدي كامل ملابسها، وتم تحرير محضر أولى بالحادث، وإخطار النيابة العامة التي انتقلت لمكان الحادث، وناظرت الجثة، ثم أمرت بالتشريح لبيان سبب وكيفية الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
حيث أكدت التحريات أن المجني عليها من معتادي التسول واستجداء المارة في الشارع، وأن نجليها النجارين، وراء الواقعة بسبب اعتيادها التسول وطلب الأموال منهما باستمرار، وتمكنت الشرطة من القبض عليهما، وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات اعترفا بالواقعة.
عندها أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين احتياطيا على ذمة التحقيقات، ونسبت لهما اتهاما بالقتل العمد، لتأمر لاحقا بإحالتهما للمحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات المنيا، والتي نظرت القضية في عدة جلسات، وفي ديسمبر الماضي، قررت المحكمة إحالتهما للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهما، وبعد ورود رأي المفتي، قضت المحكمة بإعدامهما شنقا، لإدانتهما بارتكاب جريمة القتل العمد.