متابعة – أسماء صبحي
جميعنا يقدس الحياة الزوجية بشكل كبير، وهي ميثاق غليظ ولا يجرؤ أي شخص أن يجادل في هذا. والزواج في المقام الأول يقوم على المودة والرحمة بين الزوج وزوجته، ولكن للأسف تحدث الكثير من المشكلات الزوجية كما رصدت الأبحاث. لذلك يقدم لكم المقال التالي مجموعة نصائح للمتزوجين حديثًا من الرجال والنساء.
وفي المجتمعات المحافظة يصعب على الشاب قبل الزواج أن يتعرف على خطيبته إلا في حدود ضيقة. والعكس هي أيضًا لا تتعرف عليه بصورة جيدة، أضف إلى ذلك أن الخطوبة هي فترة من التصنع في السلوك. والطرفين فيها يسعون دائمًا لأن يبرزا أجمل ما فيهما خلال تلك الفترة، مما يُصعب المشكلة.
قصور في الإعداد للزواج
وهذا هو مربط الفرس، فللأسف ليس هناك إعداد جيد للزوجين من البداية، والكل للأسف يتعامل مع الزواج على أنه مشروع مسلي أو مشروعًا للمتعة فقط. وبالطبع ليس فيه مسؤولية، وهم للأسف أيضًا لا يعلمون أنه على قدر المتعة التي سوف تحصل عليها، على قدر التضحيات التي ستقدمها.
ارتفاع نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثًا
وهناك الكثير من الأبحاث اهتمت في الفترة الأخيرة بدراسة العلاقة بين الزوجين والخلافات بينهم في أول سنة زواج. مما دفعني لكتابة تلك المقالة، ولوضع ذلك المرجع الخاص بنصائح للمتزوجين حديثًا.
السنة الأولى هي الأهم
فالعام الأول للزواج هو كأساسات المنزل، فلو كانت تلك الأساسات متينة متماسكة وصُلبة، فالعلاقة الزوجية تستمر مهما كانت الخلافات ومهما كانت المصاعب والمتاعب، فالخلافات أمر طبيعي جدًا في كل مراحل الزواج لكن المشكلة تحدث عندما يتم تجاهل تلك المشاكل، فتتفاقم.
عدم القدرة على تحمل المسؤولية لدى الشباب
وهذا شائع جدًا لدى الشباب عمومًا سواء كانوا متزوجين أم لا، وهذا في الأساس عيب تربوي، وفي الغرب يقدمون برامج لإعادة التربية من جديد، لأولئك الشباب الذين لم يتلقوا التربية الوالدية السليمة، فعندما ينشأ الطفل قادر على تحمل المسؤولية يستطيع بكل بساطة أن يتحمل لا مسؤولية زواج بل مسؤولية أمة.
الاختيار السيء من البداية
وهذا يشترك في مسؤوليته الأهل، فلما تقدم للأهل الشاب الفلاني ليخطب أبنتهم فلو اختاروه على أساس ديني، وسألوا على أخلاقه في منطقته التي يسكن فيها، وتحروا عنه بشكل جيد، في الغالب تكون أول سنة زواج ليس فيها من الخلافات الكثير.
وأيضًا بالنسبة للشاب الذي يُفتن بفتاه، فيحبها والكل يعلم أن الحب أعمى فلا يرى عيوبها، ويتزوجها ويغامر، ثم يعاني الأمرّين في أول سنة من زواجه، لأنه لم يُفعّل النصيحة النبوية “فأظفر بذات الدين تربت يداك”، بل اكتفى بمشاعره نحوها، وهذا لا يقيم بيت زوجية قوي، يتحمل الصدمات.
عدم المصارحة قبل الزواج
التجمل في فترة الخطوبة والذي يفعله الكل للأسف، يؤدي لتك المشكلات في أول سنة زواج، لأنه الزوج مثلًا يفاجئ بشخصية أخرى غير التي عرفها في الخطوبة، وهي أيضًا تفاجئ بذلك، ولي صديق صارح خطيبته أنه عصبي وأنه قام بإجراء عملية في عظامه، لكي يكون هناك مصارحة من البداية.
لا دخل للأهل بخلافاتكم
البعض يعتقد أن كل خلاف بين الزوجين يحدث فلا بد من الاستعانة بحكم من أهله وحكم من أهلها، ولكن الحقيقة أننا نريد أن نحل الخلافات قبل أن تصل لتلك المرحلة، وفي الغالب تدخل الأهل يفسد، والكل فقط يدافع عن الطرف الخاص به حتى لو كان مخطئًا، ولا يهمه حل الخلاف.
اعلموا أن الزواج ليس مجرد متعة
فالزواج في المقام الأول مودة ورحمة ولكنه أيضًا مليء بالمسؤوليات، فأنت أيها الرجل كنت قبل الزواج حرًا مطلقًا تفعل ما يحلوا لك، أما بعد الزواج فليس لك هذا الحق بصورته المطلقة، والمرأة أيضًا عليها أن تعلم أنها ستتحمل تبعات ومسؤوليات نفسها وزوجها، إلى جانب ما يرزقهما الله به من أبناء.
اعلموا أن هناك اتفاق بالاختلاف
فليس من الضروري أن تختار زوجتك على شاكلتك، كنسخة طبق الأصل منك لكي تصل لتوافق يرضيك، ولكن قد تسمح أو تسمحين ببعض الاختلاف حتى لو في الطباع، بل أعلم أن هناك من الأزواج والزوجات يسعده أن يرى الجديد من زوجته، على اعتبار أنه مَلّ من طريقته ومن طباعه مثلًا.
لا تستعجلوا على التوافق
ليس من الضروري أن يحدث التناغم في بداية الحياة الزوجية، ولكن لنصبر قليلًا ولنرضى بالمستوى القليل من التوافق في البداية، حتى نصل في النهاية لمساحة عريضة من المصالح والأفكار والمشاعر المشتركة، والمهم ألا يمر يوم على الزواج إلا وأنتم في تفاهم وتناغم أكبر، عن ذي قبل.
اتفقوا من البداية على خطوط عريضة
في البداية اتفقوا على خريطة معينة من الأخلاق والطباع والتي في الغالب لا تتعدى الخمس بنود، وبشكل ليس فيه إجبار للطرف الآخر، ولكن يمكن للزوج أن يقول لزوجته لا لإخراج أسرار البيت خارج جدران غرفة النوم، وطبعًا لو حدث انتقاء جيد من البداية ففي الغالب لا نحتاج لتلك الخارطة المُسبقة.
لا توقفوا العلاقة الحميمة أيًا كان السبب
طبعًا في البداية لا تستعجل أيها الرجل أن تستحل فرج زوجتك البكر، والتي قد تكون بسبب حيائها الذي أخترتها من أجله قد تتمنع من العلاقة الحميمة، فقط في الأيام الأولى، لذلك لو رفضت قل لها لا يهمك أنا لا أستعجل على ذلك فلنجلس لنصلي معًا أو نتناول طعام العشاء سويًا.
ومهما حدث من خلافات بينكم لا توقفوا تلك العلاقة، فالعلاقة الحميمة تصلح المشكلات الزوجية، وبعدها كأن شيئًا لم يكن، وإجراء علاقة حميمة مع زوجتك له آداب منها أن تتأكد من جاهزيتها لها، وأن تحاول أن تُداعب خيال زوجتك وأن تسألها عما تريد منك في تلك العلاقة.
تحمل المسئولية بشكل منفرد
الحياة الزوجية السليمة ليس فيها من إلقاء المسؤولية على الطرف الآخر شيء، والفكرة هنا أن الخلافات الزوجية عندما تحدث في الغالب الجميع يهرب منها، ويقول إن الطرف الآخر هو المسؤول، والحل أن أي خلاف مهما حدث ولو كان بسبب الطرف الآخر فانت كطرف أول شريك في ذلك الخلاف وأبدأ بنفسك.
حاول تغيير الطرف الآخر برفق
وبصراحة أنا أرى أنه لا ضرورة لتغيير الطرف الأخر، تحديدًا لو كنا نتحدث عن الزوج، فالرجال بطبيعتهم كممتلكون للقوامة لا يحبون أن تغيرهم زوجاتهم، ولكن قد تتركيه دون تغيير إلى أن يتغير من تلقاء نفسه، تحديدًا مع تلك الخصال التي لا تشكل مشكلة كبيرة ولا تعيق الحياة الزوجية.
لا تنزعوا رداء الاحترام أبدًا
مهما حدثت خلافات بينكم فحافظوا على مظلة الاحترام، ولو احتدم الخلاف فلتهدؤوا قليلًا أو لتبتعدوا عن بعض لدقائق حتى يغيب الغضب وتستطيعوا بعد ذلك حل الخلاف بصورة أفضل، ومهما حدث من خلاف فكل طرف لا بد أن يحمل التقدير للطرف الآخر.
لا تفتحوا خزائن الماضي أبدًا
باعتبار أنكم ما زلتم في أول عام زواج، فخزائن الماضي بالنسبة لكم ليست ممتلئة بالكثير، لذلك لا تنبشوا في الماضي وبدلًا من ذلك تعاملوا مع الواقع واللحظة الحاضرة بينكم، فهي الأولى، فالحاضر يصلح الماضي.
خصص وقت للطرف الآخر
خصص وقت لزوجتك، وقت يختلف عن وقتك لأسرتك ولأبنائك، وحافظ عليه مهما حدث، وأنتِ أيضًا أبرزي اهتمامك به في هذا الوقت، ولا تشعرينه أنكِ تؤدين واجب معين تريدين أن تنهيه بسرعة.
اترك مساحة من الحرية والغموض
لا تفتح باب غرفة زوجتك مرة واحدة دون استئذان، ولكن فلتستأذنها، ولا تعاملها على أنها مستباحة أمامك ولكن أترك لها مساحة من الحرية والغموض، تلك المساحة تجعلك دومًا في ترقب وانتظار ما هو جديد منها.
على المرأة أن تعلم نوع زوجها
اعلمي نوع زوجك هل هو من النوع الذي يحب الري بالغمر، أم من النوع الذي يعشق الري بالتنقيط، فلو كان يحب الغمر فلتغدقيه دومًا، ولتبرزي مفاتنك دومًا أمامه، أما لو كان يحب منك التقطير ولا يحبك أن تكوني مكشوفه أمامه فلتقدري هذا، ولترويه بالتنقيط.
تعلموا استراتيجية لإدارة الخلاف أيًا كان
عند حدوث الخلاف ولو اختفت مساحات التواصل فمن المستحسن ألا يتم التواصل بالكلام حتى ولو طالت فترة الخلاف، فيمكن استبدال الكلام بالكتابة، فلتكتب لها مثلًا بطاقة تدعوها للحوار عندما تهدأ، ولتكتبي له بطاقة تعتذري له فيها عما صدر منك لو كنتي مخطئة بالطبع.
تجاهل بعض الشيء
وقديمًا قال الشاعر “ليس الذكي بسيد في قومه ولكن سيد قومه المتغابي”، فلا تبرزين له عيوبه دومًا، وأنت أيضًا لا تفعل ذلك ولكن تجاهل قدر الإمكان تلك السلوكيات والهنات، التي بتجاهلها لن تخسر شيء.
تنازلوا قليلًا
تعلم كيف تضحي في حدود لأجل الطرف الآخر، وقد تتنازل قليلًا لكي تمر الرياح بسلام، ولكن بشرط ألا يكون هذا على حساب الكرامة.