تؤثر المشاكل بين الوالدين على أطفالهم بشكل مباشر. لا سيما إذا كان الوالدان منفصلين وقد ينعكس ذلك على أدائهم في التعاطي مع أصدقائهم. وكذلك ينعكس سلباً على دراستهم، لكن هل يجعل الشجار الأطفال أكثر عرضة لمشاكل في الصحة العقلية؟
وفي هذا السياق كتب موقع “ديلي ميل” البريطاني مقالاً ترجمه موقع “صوت بيروت انترناشونال” جاء فيه:
حذرت دراسة من أنّ الأطفال الذين يرون والديهم المطلقين حديثاً يتشاجرون. هم أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية لأنهم يعانون من ما يسمى “الخوف من الهجر”.
واستطلع باحثون من الولايات المتحدة 559 طفلاً تتراوح أعمارهم بين تسعة أعوام و 18 عاماً. حول تعرضهم للصراع العائلي والمشاعر تجاهه.
ووجد الفريق أن الأطفال الذين عاشوا المشاكل الناتجة من زواج فاشل هم أكثر ضعفاً عقلياً. خاصة إذا كانت علاقتهم وثيقة مع والدهم.
وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية، تم طلاق 108,421 من الأزواج في المملكة المتحدة في 2019. وهي نسبة زيادة بحوالي 19 في المائة عن العام السابق.
وقالت مؤلفة الدراسة وعالمة النفس كاري أوهارا من جامعة ولاية أريزونا: “الصراع هو من أكثر الضغوطات البارزة التي نشهدها لدى الأطفال”.
وتابعت قائلة: “إن العلاقة بين التعرض للصراع بين الوالدين ومشاكل الصحة العقلية. لدى الأطفال راسخة في جميع أنواع الأسر، سواء كانت متزوجة أو متعاشرة، منفصلة أو مطلقة”.
وأشارت إلى أنّ الصراع بين الوالدين المطلقين أو المنفصلين يؤدي إلى معاناة الأطفال من الخوف. من أن يتخلى عنهم أحد الوالدين أو كليهما.
ويرتبط هذا الشعور بمشاكل الصحة العقلية في المستقبل. خاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم علاقات قوية مع آبائهم.
وقد وجدت الدراسات السابقة أن الأطفال يرون مشاجرة والديهم كتهديد – غالباً ما يؤدي ذلك إلى التساؤل عمّا إذا كانت أسرهم ستنفصل.
في دراستهم، استطلعت البروفيسور أوهارا وزملاؤها 559 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9 و 18 عاماً. حول تعرضهم للصراع العائلي-على وجه التحديد ما إذا كان والديهم قد تشاجروا أمامهم، أو تحدثوا بشكل سيئ عن الوالد الآخر أو طلبوا منهم نقل الرسائل.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين شهدوا آبائهم يتشاجرون أعربوا عن المزيد من القلق بشأن التخلي عنهم من قبل أحد مقدمي الرعاية أو كليهما.
هذه المخاوف بدت طويلة الأمد، فقد استمرت لمدة ثلاثة أشهر بعد أن تمّ مسح الأطفال لأول مرة.
كما وجد الفريق أن الأطفال الذين شهدوا صراعاً بين الوالدين كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية بعد 10 أشهر.
وقالت البروفيسور أوهارا: “عندما ينخرط الآباء المتزوجون أو المتعايشون في صراع . قد يقلق الطفل بشأن انفصال والديهم”.