سلطت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الثلاثاء، الضوء على النهج الذي أعادت كتابته الدولة خلال شهر رمضان المبارك في الحياة والتعاملات، إلى جانب مشاركة الإمارات في القمة الإسلامية بمكة وتأكيدها على أهمية مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب في العالم، إضافةً إلى التحفظ القطري على قمم مكة الثلاث.
فتحت عنوان “عيدكم مبارك”، قالت صحيفة “الإتحاد”: “من إمارات الخير، في شهر الخير، عمّ الخير.. شهر رمضان المبارك في الإمارات، ليس مجرد مناسبة دينية سنوية، تنجلي فيه القلوب، وتتجلى العبادات والطاعات.. يحيي الإماراتيون، قيادة وشعباً، الشهر الفضيل، بما تربوا عليه، ونشؤوا على تقاليده منذ أن كان وكانوا”.
وأضافت الصحيفة: “اكتمل “رمضان الإمارات”، هذا العام، بمثل ما بدأ.. فمن مطالعه وحتى خواتيمه، شهدت إمارات الدولة، ورش عمل متواصلة، انخرط فيها الجميع، مسؤولون ومواطنون، لبث نفحات من القلوب البيضاء فوصلت إلى من ينتظرها في أرجاء المعمورة.. ولعل المشاركة الفاعلة، للإمارات في القمم التي شهدتها مكة المكرمة، العربية والخليجية والإسلامية، جاءت لكي تؤكد الموقف الحاسم والحازم، في دعم قضايا الحق والعدل في الإقليم والعالم، وتمتين المواجهة الصلبة لنزعات الشر والعدوان، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول العربية والإسلامية”.
وأكدت أن مواطني الدولة تنعموا خلال هذا الشهر، بمبادرات يطول شرحها، كان من أبرزها حصول 3354 من أبناء المواطنات على الجنسية الإماراتية، فيما كانت تبرعات الإماراتيين تصل إلى النساء والأطفال من لاجئي الروهينجا، في وقت كانت أيادي الخير تسجل أرقاماً غير مسبوقة عبر مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي.
وقالت “الاتحاد”: “خلال شهر رمضان المبارك، كانت الإمارات تعيد كتابة نهجها في الحياة، وفي التعامل مع الغير، وفي التعاون مع الأشقاء والأصدقاء .. نهج تؤكده في يومياتها، وتستعيده مع الصلوات الخمس، وتبشر به مع كل مطلع شمس”.
وفي موضوع آخر، وتحت عنوان “سياسة تقويض الاستقرار”، أكدت صحيفة “البيان”، أن الدين الإسلامي الحنيف، يدعو إلى الوسطية ونبذ التطرف والإرهاب، لذلك ترى دولة الإمارات، أن انتشار الفكر المتطرف والإرهاب في العالم، يتطلب منا مواجهة هذا الفكر، بتجفيف منابعه، وتعزيز الأدوات القانونية الوطنية والدولية لمواجهته، والحد من إضراره بالعالم الإسلامي، وتدمير مكتسباته وإرثه الحضاري، والعمل على تحقيق التنمية التي ترضي طموحات الشعوب الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، في كلمته في القمة الإسلامية بمكة، موقف دولة الإمارات قائلاً: “تأكيداً منا على الحرص بالتمسك بمبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وانتهاج سياسة حسن الجوار، ورفضنا القاطع للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فإننا ندين الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها سفن مدنية وتجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، ومحطتا نفط تابعتان لشركة أرامكو بالمملكة العربية السعودية، واعتبارها تهديداً لأمن الملاحة البحرية الدولية ولإمدادات الطاقة العالمية، وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي”.
وقالت “البيان”: “نحن أمام مرحلة إقليمية حساسة، هي حصيلة تراكم السياسات الإيرانية في المنطقة، الحكمة مطلوبة والحزم واجب، وبناء عليه، جاءت دعوة دولة الإمارات لإيران، لمراجعة سياستها لبناء علاقات ودية مع دول الجوار، مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتقويض أمن المنطقة، وطالبتها بالرد الإيجابي على الدعوات السلمية، للتوصل إلى حل سلمي لإنهاء احتلالها للجزرالإماراتية الثلاث، وذلك عبر الحوار والمفاوضات المباشرة، أو من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولي”.
من ناحيتها، قالت صحيفة “الوطن”: “عندما يكون قرار أي نظام هو الأسوأ، فإن جميع محاولات تقويمه قد لا تأتي بنتيجة، ولاشك أن “نظام الحمدين” يشكل حالة فاضحة لهذا النوع من الأنظمة، إذ أن قمم مكة الثلاثة التي شهدت إجماعاً تاماً على مخرجاتها، باستثناء قطر التي باتت تتقلب في مواقفها بين الادعاء بالموافقة تارة، والتراجع ثانية، مما يبين أن خيار الدوحة في عهد الطغمة الحاكمة لا يبدو التغريد خارج السرب فقط، بل المخالفة العلنية في جموح أرعن يؤكد أن تلك المواقف تكشف معاداتها للجميع خليجياً وعربياً وإسلاميا .
وأكدت الصحيفة تحت عنوان ” قطر وخيار النبذ ” أن قطر لا تجيد إلا دعم الإرهاب، وتبني المليشيات والعمل على إثارة الفوضى وعدم الاستقرار والتسبب بالمآسي للكثير من شعوب دول المنطقة، وبالتالي يبدو أن أفضل ما يمكن أن يقوم به العالم أجمع هو أن تتم محاكمة نظام قطر جراء ما اقترفه وما يقوم به”.
وأضافت: “أن الأكثر وضوحاً حول تحفظ الدوحة هو أنها تعارض سلامة وأمن واستقرار وسلامة دول المنطقة، وفي القمم الثلاث، كان الإجماع على إدانة التعديات الإرهابية ورفض التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها وتأكيد دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، هذه كانت أبرز المخرجات.. فعلى ماذا تتحفظ قطر؟ وما الذي يدفع نظاماً لهذا الموقف المشين، علماً أن مخرجات قمم مكة التاريخية تحظى ليس بالدعم الخليجي والعربي والإسلامي بل بأغلبية دولية كاسحة، فالجميع مع الأمن والسلامة واحترام سيادة الدول وأمن شعوبها.. فأين يضع تحفظ قطر دولته مع هذا التصرف والتحفظ المعيب”.
وأوضحت أن قطر تتحالف مع الأنظمة التي لا تريد خيراً للأمة، وخاصة الإيراني والتركي، وتغرق أكثر في مستنقع الإرهاب، وتتبنى بشكل علني قادة التنظيمات الإرهابية والجماعات التكفيرية، وخاصة جماعة “الإخوان” الإرهابية التي تعتبر أصل الإرهاب، وبالتالي فإن النظام الذي يتبع هذه الكوارث والسياسات القميئة منذ أكثر من ربع قرن، يختار لنفسه أن يكون دائماً في موضع المنبوذ والعميل والشرير، ومن المؤكد مجيء تلك اللحظة التي يواجه بها نتائج كل ما قام به وجعله سياسة ثابتة وتوجهاً وحيداً في خطه التدميري الذي ينخرط فيه بقوة.
وقالت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها: “الأنظمة الواعية تختار الانفتاح والتعاون والتفاهم، أما نظام مثل قطر يختار بمحض إرادته أو بأوامر من أي جهة أن يقف عكس التوجه الدولي، فهذه كارثة قياساً على بلد بحجم ووضع قطر، والدليل أنها في السنوات الأخيرة باتت في وضع لا تحسد عليه وتتعرض للنبذ والإدانة ومع هذا تواصل المكابرة والتعنت رغم وضعها الذي باتت عليه”.