ذكرت صحيفة ”لوموند“ الفرنسية إن قرار ”تويتر“ بإغلاق الحساب الخاص بالرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب. أثار الكثير من ردود الفعل المتباينة داخل الولايات المتحدة وخارجها. وطرح تساؤلات حول القوة التي أصبحت للمنصات الرقمية. حتى يمكنها إغلاق حساب رئيس دولة من أكبر الديمقراطيات في العالم.
ويوم أمس الجمعة، اتخذت الشركة المالكة لفضاء العصفور الأزرق، القرار بناء على ما اعتبر تحريضاً من ترامب على العنف. ودفع أنصاره لاقتحام مقر الكونغرس في العاصمة واشنطن، وهو ما تسبب في مقتل 5 أشخاص.
وانتقد أنصار ترامب قرار ”تويتر“، حيث تساءل محاميه رودي غيولياني على حسابه في ذات المنصة، قائلًا ”من سيكون الشخص المقبل الذي سيفرض عليه الصمت“؟
وكتب مدير الحملة الانتخابية لترامب بشكل ساخر ”هل سيقوم المزودون بالكهرباء بعد الآن بقطع التيار على ترامب؟. ويقطعون عنه الماء؟ هل لا يزال لديه الحق في امتلاك كابل القنوات“؟
ولم يقتصر دور المدافعين عن الرئيس المُغادر على انتقاد قرار ”تويتر“ و“فيسبوك“، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك. حيثُ هاجم الرئيس المكسيكي اندريه مانويل لوبيز أوبرادور، ”القدرة المطلقة وغطرسة“ مؤسسة مارك زوكربيرغ. وتساءل عن ”مصير الحرية والحق في المعلومة، ودور السلطات المؤسسة بشكل قانوني وشرعي“.
أما إدوارد سنودن، وهو ومتعاقد تقني وعميل موظف لدى وكالة المخابرات المركزية. ويستبعد أن يكون من مناصري ترامب. فرأى فيما حصل ”نقطة تحول في معركة السيطرة على المعلومة ”.
في المقابل، أشاد جزء كبير من اليسار الأمريكي بإجراء ”تويتر“، واعتبره مبرراً جداً ، لكنه أيضاً متأخر جداً .
وكان هذا أيضاً رأي المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون والعديد من المراقبين. الذين اعتبروها قرارات مرتبطة بانتقال السلطة من رئيس لآخر.
من جهة ثانية ذكرت ”واشنطن بوست“ أن شركة ”تويتر“ تعرضت لضغوط داخلية لاتخاذ القرار. وكشفت في هذا الإطار عن رسالة بعث بها 100 من العاملين في الشركة لإدارتهم. يطالبونها بإغلاق حساب الرئيس المغادر. لأنه ”لم يعد فاعلاً ديمقراطياً شرعياً“. ولتفادي أحداث عنف قد يتسبب فيها خلال الأيام المقبلة.
وان كان دونالد ترامب قد أعلن أنه سينظر في إنشاء منصته الخاصة. فإن مناصره اندرو توربا مدير موقع ”غاب“، الذي أنشأ سنة 2016 لمنافسة ”تويتر“. قد صرح بدوره أن موقعه شهد، اليوم السبت، ضغطاً كبيراً بسبب كثرة طلبات الاشتراك. وانه يعمل حالياً على إضافة خوادم خاصة به.