توصلت دراسة جديدة إلى أن التجمعات الصغيرة والعائلية هي الأماكن الذي ينتشر فيه فيروس”كوفيد-19″ المعروف باسم كورونا الجديد بشكل أسرع.
ووفقاً لما ذكرت صحيفة “البيان”، جاهد مسؤولو الصحة العامة في جميع أنحاء العالم لمعرفة كيفية الحد من انتشار الفيروس التاجي، فتم تقييد السفر، وأغلقت المدارس والصالات الرياضية، وبعض المدن الكبرى. ولكن على الرغم من هذه القيود، لا تزال عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد -19 تصل إلى مستويات قياسية.
ومن جهته، أوضح الدكتور جون براونستين، عالم الأوبئة وكبير مسؤولي الابتكار في مستشفى بوسطن للأطفال لموقع “إي بي سي”: “يجب أن نكون حذرين بشأن إلقاء لوم انتقال العدوى على بيئة معينة أو على مكان معين.. هناك بعض الأماكن التي ينتشر فيها كورونا المستجد بسهولة أكبر.. ففي نيويورك، على سبيل المثال، أظهر تتبع المخالطين أن 70٪ من الحالات الجديدة تأتي من التجمعات الصغيرة والعائلات.”
وأضاف براونشتاين: “ربما لعبت التجمعات غير الرسمية الدور الأكبر، من الصعب فرض التباعد في المنازل وأماكن الالتقاء المغلقة، والأشخاص يتساهلون مع توصيات ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي.. عندما يجتمع الناس في مجموعات صغيرة مع الأصدقاء والعائلة، من المرجح أنهم يتخلوا عن حذرهم، ولا يرتدون الأقنعة.. هم ويبقون معًا في الداخل لفترات أطول، مما يسهل انتقال الفيروس.”
كما أجريت دراسة جديد بالمركز الطبي في جامعة ميسيسيبي، وجد الباحثون أن الأطفال والمراهقين الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد 19، انتقلت إليهم العدوى من التجمعات الاجتماعية الصغيرة وليس من المدرسة.
وكان الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في المدرسة أكثر عرضة لحضور التجمعات الاجتماعية خارج منازلهم، أو كان لديهم مواعيد للعب أو كان لديهم زوار في منازلهم حيث لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي.
وبعد تخفيف الإغلاق الأولي، في وقت مبكر من الوباء، بدأت الحالات في الارتفاع، ربط تتبع المخالطين أيضًا انتشار الفيروس في المطاعم والحانات.
وأوضحت إحدى الدراسات التي نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها،إن الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد 19، يترددون على المطاعم مرتين في الأسبوع مقارنة بالمشاركين الذين لم تظهر عليهم إصابات بالفيروس.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور جوزيف ألين، الأستاذ المساعد لعلوم تقييم التعرض في جامعة هارفارد: “التحدي الواضح هو أنك تفقد عنصر تحكم مهم، هو ارتداء القناع.. في المطاعم والمقاصف المدرسية لديك أشخاص يتحدثون بصوت عالٍ بدون أقنعة، هذا يؤدي إلى ارتفاع معدلات انبعاث الرذاذ التنفسي، وتعتمد سرعة انتشار العدوى على كيفية عمل نظام التهوية في هذه المطاعم.”
وعلى غرار التجمعات المنزلية الصغيرة، غالبًا ما يأكل الأشخاص في المطاعم مع أشخاص من خارج منازلهم ولا يرتدون أقنعة، وهم في مكان ضيق مع تهوية سيئة.
وأكد براونستاين: “لقد قامت الصالات الرياضية بشكل عام بعمل جيد في الالتزام بالبروتوكولات.. نحن لا نرى الكثير من الإصابات في هذه الصالات… لأن البروتوكولات التي كان عليهم وضعها فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة والتهوية كانت جيدة بشكل عام.”
المدارس هي مكان آخر حيث عادة ما يكون العديد من الأشخاص في مكان مغلق. لقد جاهدت المؤسسات التعليمية في اتخاذ قرارات بشأن ما إذا كان ينبغي القيام بالتعليم الشخصي في الفصول الدراسية مقابل التعلم عن بعد لتقليل انتقال العدوى. لكن براونشتاين قال إن المدارس كانت آمنة بشكل عام. وأضاف: “بالطبع هناك بعض الإصابات، لكننا رأينا دليلًا جيدًا على أن المدارس قد أمضت وقتًا في تطوير بروتوكول يؤدي فيه التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة إلى أداء جيد نسبيًا”.
وأكد ألين إن هناك أيضًا الكثير من الإرشادات فيما يتعلق بالتهوية في المدارس والتي تجعل البيئة أكثر أمانًا.
وأخيراً، فإن السبب المشترك لسرعة انتقال العدوى في كل من المنازل والمطاعم هو عدم ارتداء الأقنعة، والتهوية المنخفضة أو المعدومة.”