تناولت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما عكسته القمتين الطارئتين العربية والخليجية من التضامن ووحدة الصف العربي والخليجي للمحافظة على أمن واستقرار الدول العربية، إضافةً إلى إعلان قطر تحفظها على البيانين الختاميين للقمتين الطارئتين بذريعة التعارض مع سياستها الخارجية.
وتحت عنوان “رسالة قمم مكة”، قالت صحيفة “البيان”: “إن القمتين الطارئتين العربية والخليجية، اللتين دعا إليهما خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، في رحاب الحرمين الشريفين بمكة المكرمة، جاءتا لتوجِّها رسالة ساطعة لا تحتمل التأويل، رسالة تعكس التضامن ووحدة الصف العربي والخليجي للتصدي لأخطر التهديدات التي تواجهها أمتنا من قبل قوى الشر المهددة لأمن واستقرار الدول العربية، والطامحة لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة، ونشر الفوضى والميليشيات الإرهابية في ربوعها”.
وأضافت “لقد توحد الصف، وتوحدت الكلمة في القمتين، بالتنديد بالتصعيدات الإيرانية في المنطقة، وتهديدات إيران المستمرة، ولعل الملالي في طهران الآن، يستوعبون جيداً أن العرب صف واحد، لا يؤثر في قوتهم نشوز أحدهم، وأنهم لن يتهاونوا في أمن واستقرار المنطقة، ولن يسمحوا لأحلام وطموحات الهيمنة الإيرانية أن تحلق في السماء العربية”.
وأشارت إلى أن الرسالة كانت واضحة منذ إعلان دعوة خادم الحرمين الشريفين، لانعقاد هاتين القمتين قبل أقل من أسبوعين، حيث جاءت تلبية الدعوة من معظم الدول العربية في غضون ساعات من الإعلان، ما يؤكد ويظهر روح التضامن والتكاتف العربي الخليجي، ويؤكد وحدة الصف العربي أمام التهديدات التي تواجهها المنطقة.
وقالت الصحيفة، في ختام افتتاحيتها، “إن البيان الختامي للقمة العربية، جاء بمثابة رسالة واضحة وصريحة لإيران وغيرها، تؤكد تضامن وتكاتف الدول العربية في وجه التدخلات المباشرة وغير المباشرة في شؤونها الداخلية، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، كما جاء ليؤكد أن أمن منطقة الخليج، جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي”.
من ناحيتها، وتحت عنوان “الدوحة الضائعة”، قالت صحيفة “الاتحاد”:” إنه لم يكن غريباً أو مفاجئاً استيقاظ قطر بعد 4 أيام على انتهاء القمتين الطارئتين الخليجية والعربية في مكة المكرمة لتسجل ما وصفته بـ ” تحفظها” على ما ورد في بعض البنود بذريعة ” التعارض مع سياستها الخارجية”.
وأشارت إلى أن الدوحة طبعاً، التي كان تمثيلها أساساً في القمتين مثار شك، لم تذكر البنود التي تحفظت عليها، وإنما اكتفت بالزعم بـ ” أن البيانين كانا جاهزين مسبقاً، وأدانا إيران دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدث معها، وأن القضايا المهمة كفلسطين وليبيا واليمن كانت غائبة”.
وذكرت أن أقل ما يقال عن “التحفظ” القطري إنه بمثابة حجج واهية، لأن البيانين الختاميين للقمتين لم يصدرا بشكل سري، بل كانا واضحين في التطرق إلى جميع القضايا التي تهم أمن العرب والخليج العربي، بل وحتى في الإجماع إزاء القضية الأساسية المرتبطة برفض التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، والإرهاب المصاحب لهذه التدخلات من أذرع سامة للحوثيين وغيرهم من ” مرتزقة الدم “.
وأوضحت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها، “أن الحضور القطري للقمتين كان بحسب تقارير إعلامية بسبب ضغوط أميركية لكن ما يبدو أن مفعول الحبوب المنومة لهذا الحضور انتهى بعد 4 أيام بمياه باردة إيرانية على وجه الحليف القطري شريك الإرهاب، ليخرج هذا “التحفظ” ضائعاً وضعيفاً وغير منطقي، بل ويعكس فعلياً سطوة النظام الإيراني المتضرر الوحيد من إجماع القمتين، على دولة فاقدة للسيادة والمصداقية، لم يعد وجودها مؤثراً سواء خليجياً أو عربياً”.
وحول الموضوع نفسه، وتحت عنوان “هل أرضت الدوحة أسيادها؟”، قالت صحيفة “الخليج”: “إنه كان يمكن لقطر أن تقول لأسيادها إن بياني ” مكة ” الخليجي والعربي يعبّران، كعادة الاجتماعات والقمم، عن رأي المجموع والأغلبية، وأنتم تعرفون موقفنا”، مشيرة إلى أن قطر لم تفعل ذلك، لكنها، كعادتها، انزلقت إلى الحضيض والمحظور، وبعد سؤال أو لوم أسيادها، أعلنت تحفظها على البيانين، والأصل الموقف من إيران، ولا بأس بعد ذلك من إدراج فلسطين واليمن وليبيا، ضمن أسطوانة الدوحة المشروخة التي تخدم مصالح نظامها المهترئ ولا تخدم فلسطين واليمن وليبيا في شيء.
وتساءلت إذا كانت قطر ضالّة إلى هذا الحد، وبعيدة عن محيطها إلى هذا الحد، فلماذا تحضر مثل هذه الاجتماعات والقمم؟، موضحة أن الحضور يعني، في الأقل، التزام البيانات والقرارات حتى ولو كانت في المناقشات ضدها، وأقصى الأمر المعقول تحفظ داخلي قبل إصدار البيانات الختامية، أما وقد صدرت البيانات معبرة عن رأي المجموع أو الأغلبية، فإن البيان الذي تفتّقت عنه عبقرية قطر “الجريحة” لا يتعدى نوعاً بغيضاً ومجانياً من العبث.
وذكرت أن بياني “مكة” لا يعبّران عن السياسة القطرية، أي بالمعنى الصريح الصحيح، ومن دون لف أو دوران، لا يعبّران عن السياسة الإيرانية وسياسة تنظيم “الإخوان المسلمين” العالمي. بيانا مكة لا ينسجمان مع بيعة “نظام الحمدين” الخارجية، النظام الذي باع قطر للشيطان والمجهول، وجلس يتفرج على الأمير الشاب قليل الخبرة من عتمة الكواليس والكوابيس، وكانت الدوحة تأمل لو تكلم البيانان عن أسس حوار لخفض التوتر مع إيران، إيران التي يعتدي الحوثي على الإمارات والسعودية بالنيابة عنها، ولا تخفي، ولم تخفِ أطماعها التوسعية وتدخلاتها في شؤون دول الخليج يوماً.
وتساءلت، مرة أخرى، هل أرضت “الدوحة” بهذا أسيادها الإيرانيين، وهل ” بيّضت وجهها ” تجاههم؟. واختتمت “الخليج” افتتاحيتها تقول: “هكذا تتصرف الجماعات والعصابات لا الدول، وبهذا الحجم الصغير يبدو، كلما جمعهم لقاء أو سقف مع الآخرين، منزوعو المعنى والقرار والإرادة”.