تحولت قرية إيطالية صغيرة تدعى “بوسانا فيكيا ” .إلى ما عرف بـ”قرية الأشباح الأكثر غرابة” في البلاد، وربما في أوروبا. بعد زلزال قوي ضربها عام 1887م.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر لانهيار عدد من المنازل، وهرع الناس إلى الشوارع للهروب من القرية. حيث مات أكثر من 2000 شخص نتيجة للهزة الأرضية.
وباتت قرية بوسانا فيكيا مملوكة للحكومة، وبات المكان منسياً ومهجوراً بمرور السنوات. بعد أن قامت الحكومة بمنح تعويضات للناجين من الزلزال. ودفعهم للاستقرار في قرية جديدة جرى بناؤها خصيصاً لهم وأصبحت جزءا من مدينة سانريمو القريبة.
وفي عام 1960، اكتشف مجموعة من الفنانين في إيطاليا، بوسانا فيكيا من جديد، وانتقلوا للعيش فيما تبقى من منازل دون ترميمها، بل تركوها في حالة سيئة مثلما كانت.
وعاش الفنانون في البداية دون كهرباء ومياه جارية وصرف صحي، لكن نجحوا بعد ذلك في الحصول على تلك المرافق في وقت لاحق.
وفي عام 1961، أسس عدد من الفنانين ما يعرف بـ”البلدية العالمية للفنانين” في القرية، واستقطب هذا المجتمع عددا كبيرا من الفنانين المحليين، وآخرين من فرنسا وإنجلترا وألمانيا وهولندا.
وحتى اليوم، لا يزال نواة من الفنانين تعيش وتعمل في بوسانا فيكيا. لكن الشيء الغريب هو أن الحكومة الإيطالية لا تعترف بهذا الوضع، وتعتبر أن الفنانين يحتلون القرية بشكل غير قانوني. وكثيرا ما أصدرت أوامرها بإخلاء القرية، لكن هذا الأمر لم يحدث حتى اليوم.
وتحظى قرية بوسانا فيكيا بشعبية كبيرة في فصل الصيف، خاصة بين السياح، وبالإضافة إلى الاستوديوهات. تنتشر في القرية الحانات والمطاعم التي يديرها عدد من الفنانين.
ويصف هؤلاء الفنانون بوسانا فيكيا بأنها “المكان الذي يمكنك العيش فيه بحرية وسلام. فهي جنة مليئة بالإبداع ومصدر إلهام لكل الفنانين والزوار”.