صداع الرأس، الشقيقة او الصداع النصفي (Migraine)، يمكن أن تكون معوقة عوارضها شديدة جدًا. تجعل من المصابين بها يفكرون فقط بايجاد مكان مظلم وهادئ للاستلقاء.
نوبات الشقيقة قد تصيب الجميع، وفي أي مرحلة عمرية بدءاً من عمر سنتين ونصف السنة، فما فوق.
وعند ظهور نوبات ألم متكررة، يجب استشارة طبيب اختصاصي في الأعصاب فور حدوث النوبة الثانية لتلقي العلاج اللازم والذي بات فعّالاً في الوقت الحاضر سواء لجهة التخفيف من حدّة النوبات أو إطالة المدة الزمنية في ما بينها.
وأشار الاختصاصي في أمراض الأعصاب والدماغ لدى الأطفال الدكتور ماهر لمع، إلى العلاجات الحديثة في الآتي:
أعراض الشقيقة
تختلف أعراض الشقيقة عن ألم الرأس من الخلف ومن الجبهة الأمامية. وقال الدكتور ماهر لمع بداية: “يأتي ألم الشقيقة عادةً نصفيًا أي في جهة واحدة من الرأس، وعلى شكل ضربات. ولذلك سمي بالصداع النصفي؛ وقد تترافق النوبات مع حالة من الغثيان أو التقيؤ والدوار. مصحوبة بانزعاج من الضوء والضجيج، وفي بعض الأحيان من الروائح القوية. ويظهر الألم بفترات متكررة.
قد تبدأ نوبة الصداع النصفي بالشعور بالبصر مشوشاً على نحو قوي. ليصاب المريض بعدها بألم في الرأس. وفي أحيان أخرى، قد يحصل خلل في توازن الجسم فيظهر إثر ذلك الصداع النصفي”.
علاج الشقيقة
وحول علاج الشقيقة الذي يتمّ اعتماده حالياً، قال الدكتور ماهر لمع: “ينقسم علاج الشقيقة أو الصداع النصفي إلى قسمين: القسم الأول هو علاج نوبة ألم الرأس. والقسم الثاني هو العلاج الوقائي الذي يمنع حدوث نوبة الألم، وهو يعتبر العلاج الأساسي.
علاجات النوبات
عبارة عن المسكنات المعروفة الاعتيادية التي تُستعمل لتسكين أي ألم في الجسم مثل الباراسيتامول والأدفيل والسولبادين (الذي هو عبارة عن باراسيتامول مع كوديين). ووصولاً إلى الترامادول في حالات النوبات الشديدة. كما توجد مجموعة من الأدوية المسكنة للألم والتي توصف خصيصاً لحالات الشقيقة القوية. وهي التريبتان من عائلة التريبتامين ذي مفعول سريع شرط تناولها في خلال عشر الدقائق الأولى من بداية نوبة ألم الرأس.
العلاجات الوقائية
بعض هذه العلاجات يجب أن يؤخذ بوتيرة يومية لفترات متفاوتة بين 2- 12 شهراً، ويتوفر منها مجموعات مختلفة مثل: فلوناريزين الذي يستعمل غالباً للأطفال المصابين بالشقيقة. وأميتريبتيلين المضادّ للاكتئاب من الجيل القديم، إنما أثبتت الدراسات العلمية فعاليته العالية للشقيقة ومع آثار سلبية ضئيلة جداً. كذلك أدوية الصرع أيضاً تستعمل كعلاج وقائي من الشقيقة. لكن بعيارات قليلة وتختلف بالطبع عن العيارات التي نصفها لنوبات الكهرباء؛ وهذه العقاقير أثبتت فعاليتها العالية في الوقاية من الشقيقة. مثل توبيراميت، حمض الفالبوريك. علماً أنّ الآثار السلبية لهذه العقاقير مقبولة نسبياً. حيث الأول يكبح الشهية على الطعام فيما الثاني يفتح الشهية.
ويمكن علاج الشقيقة بوساطة بروبرانولول، وهو دواء لتنظيم عمل القلب، ولديه فعالية عالية على الشقيقة.
وقد نلجأ لحقن البوتوكس التي تُحقن في نقاط محددة في عضل فروة الرأس. وغالباً ما نستعملها لداء الشقيقة المزمن لدى الكبار (آلام رأس تتخطى الـ15 يوماً في الشهر)، وهي تريح المريض فترة تتراوح بين 4-6 أشهر.
وتبقى الوقاية من نوبات الشقيقة هي الأساس للشخص المصاب، من خلال تنظيم حياته اليومية (النوم باكراً وبطريقة صحيحة، عدم التعرّض للبرد القارس أو الحرّ القوي، تناول الطعام بانتظام للحؤول دون الإحساس بالجوع…)”.