تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأحد، ما بين؛ حرص الدولة على دعم العمل العربي المشترك وتعزيزه في كافة المجالات والتي كان آخرها تأكيدها على أهمية قمم مكة، والتفاعل الكبير مع “حملة الإمارات لأطفال ونساء الروهينجا”، إضافةً إلى الغضب العالمي المتصاعد من إيران وسياساتها.
وتحت عنوان “الإمارات في قمم التحدي”، أكدت صحيفة “البيان” أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت ولا تزال، وستظل داعمة للعمل العربي المشترك، وكل ما من شأنه تقوية هذا العمل وتعزيزه، ودفعه إلى الأمام في المجالات المختلفة، حيث يمثل الامتداد العربي بعداً أصيلاً وجوهرياً في سياستها الخارجية، منذ عهد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان مدافعاً عن القضايا العربية، وله مواقفه التاريخية المشهودة في ذلك.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات قد أكدت أن انعقاد القمم الخليجية والعربية والإسلامية في مكة المكرمة، خلال هذه المرحلة الاستثنائية، وفي ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة، يؤكد الدور الرائد للمملكة العربية السعودية، معربة عن أملها بأن تخرج القمم الثلاث بما يلبي تطلعات الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستقرار والسلام والأمن والتعايش، بجانب توحيد الرؤى والمواقف والعمل المشترك بين الدول العربية، في مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بالمنطقة، وتهدد بتقويض أسس وأركان الأمن القومي العربي.
وأضافت “البيان”، في ختام افتتاحيتها، “أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكد أثناء ترؤس سموه وفد دولة الإمارات في القمة، أن “المسؤولية الكبرى عن ضمان أمن المنطقة واستقرارها، تقع على كاهل العرب أنفسهم في المقام الأول، ومن هنا، تأتي الأهمية الكبيرة للقمة العربية في مكة المكرمة، من حيث توقيتها ومكانها والرسالة التي تنطوي عليها”، وأشار سموه إلى أهمية التحرك الجماعي لمواجهة التحديات، والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم، وتثبيت أسس الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم”.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “تفاعل إنساني”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن “حملة الإمارات لأطفال ونساء الروهينجا”، دفعت جهود الدولة المستمرة في إغاثة اللاجئين الموجودين في مخيمات ببنجلاديش، والتخفيف من معاناة ما يفوق المليون منهم من خلال تأمين متطلبات العيش الكريم واحتياجات النساء والأطفال الغذائية والإيوائية والصحية والتعليمية والتنموية”.
وأشارت إلى تفاعل المجتمع الإماراتي مع الحملة على المستويات الرسمية والشعبية التي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إذ استطاعت حتى الآن جمع ما يزيد على 65 مليون درهم، ستخصص بشكل رئيس لإقامة مشاريع تتصف بالديمومة، وتوفير مستلزمات الحياة اليومية وخصوصاً التعليم والصحة، فيما لا تزال الحملة مستمرة عبر منافذ التبرع التي توفرها الدولة.
وأوضحت أن هذه الحملة انطلقت من مبادئ الدولة في تعزيز أوجه إغاثة الملهوف والمحتاج في شتى بقاع العالم، علماً بأن الإمارات كانت من الدول السباقة في تقديم المساعدات للاجئي الروهينجا، وتحضر طواقمها بشكل مستمر لتلمس احتياجاتهم في مسعى لعدم تفاقم هذه الأزمة الإنسانية الدولية.
وأضافت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها، “أن الحملة تلفت نظر المجتمع الدولي لهذه المأساة الإنسانية التي كانت حاضرة أيضاً في كلمة الإمارات بالقمة الإسلامية في مكة المكرمة، إذ طالبت بضمان وصول المساعدات الإنسانية لمساعدة اللاجئين والنازحين الروهينجا، مشيرة إلى الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الصدد انطلاقاً من وقوفها الدائم جانب القضايا الإنسانية في العالم”.
من جهة أخرى وتحت عنوان “العالم يضيق ذرعاً بإيران”، قالت صحيفة “الوطن”: “ليست دول الخليج العربي المستاءة من جنون إيران وحدها، ولا المنطقة ولا الولايات المتحدة أو دولاً بعينها، بل العالم أجمع بات يشعر بحالة من الغضب المتصاعد من سياسات نظام لا يجيد إلا العدوان والهمجية والتعديات السافرة والعمل وفق أجندة تخالف جميع النظم والقوانين الدولية والأممية المعمول بها، مع كل ما تسببه من خطر وتهديد للأمن والاستقرار بالإضافة إلى نكبات ومآس لحقت بعدد من شعوب المنطقة”.
وأشارت إلى أنه في القمم التاريخية التي انعقدت في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، كانت المواقف واضحة وجلية خليجياً وعربياً وإسلامياً، بأن التعامل مع إيران يجب أن يكون بمنتهى الجدية والتعاون، وهي مواقف تعتبر ضربة لإيران التي تتخبط وتراهن على أي أمل يجنبها النتيجة التي باتت عليها.
وذكرت أن جنون ورهان سياسة إيران ليس جديداً، بل يعود لأربعين عاماً كانت فيها دائما هي منشأ الأزمات والمعتدية عبر انتهاج التدخل في شؤون الآخرين وانتهاك سيادات الدول وإقامة تحالفات مع جميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وفي الفترة الأخيرة صعدت من مستوى تعدياتها السافرة بأن حاولت استهداف المقدسات في المملكة العربية السعودية عبر أدواتها المتمثلة بمليشيات الحوثي التي تمدها بالسلاح والصواريخ لتواصل ارتكاب جرائمها، فضلاً عن تهديد الملاحة البحرية، وبالتالي كانت المواقف الصادرة عن العالمين العربي والإسلامي هذه المرة في مرحلة تاريخية تمر بها المنطقة ومستجدات وأحداث خطيرة، شديدة الوضوح والتصميم على أنه بات واجباً وضع حد لكل ما تقوم به إيران.
وأضافت أن الشعب الإيراني ذاته يغلي غضباً بعد أن أوصلته سياسات نظامه إلى حالة مزرية ومروعة من المعاناة ومستوى معيشي كارثي جراء تبديد ثروات طائلة على الإرهاب والمليشيات والأجندات التي لم تسبب إلا الويلات، ولاشك أن الداخل الإيراني يغلي كبركان يمكن أن ينفجر في أي لحظة، واليوم تزداد الأصوات الداعية لتغيير النظام برمته في حال واصل ما يقوم به وينتهجه منذ زمن طويل، لأن جميع أزمات المنطقة والعالم تبدو فيها إيران حاضرة وبقوة، كون النظام الإيراني يحاول افتعال الأزمات والمشاكل ليضعف الدول الوطنية وبالتالي يمكن ان يجد فرصة للتدخل.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالتأكيد على أن حروب إيران التي تتم بالوكالة عبر أدواتها ومليشياتها بات واجباً إنهاؤها؛ حيث إنه من غير المقبول أن يحاول العالم تعزيز التعاون لأقصى درجة في سبيل القضاء على الإرهاب، ليتواجد نظام يواصل السير بعكس التاريخ والمجتمع الدولي برمته، وعليه فإن العالم لا بد أن يتعامل مع هذا الخطر ومن يقف خلفه بالطريقة المناسبة.