إبراهيم صلاح شاب مصري يبلغ من العمر 27 عاماً. يهوى النحت منذ نعومة أظافره، تعرف على هوايته من خلال استخدام خامات مثل الجبس والأسمنت، وعمل جداريات ومجسمات وصخور صناعية بأنامله، ثم قرر أن يعمل على تطوير فنه من خلال والبحث على الإنترنت والحصول على كورسات لتنمية موهبته وقرر الالتحاق بالدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة، لكن المادة كانت عبئاً عليه حال دون استكماله صقل موهبته بالتعليم ليقرر تحدي ظروفه وصنع أكبر تمثال من الخردة الحديد في مصر.
ونقل اليوم السابع عن إبراهيم قوله: “الشغل دا هواية عندي، أنا بحب النحت وبنحت بالجبس والأسمنت جداريات ومجسمات وصخور صناعية، واشتغلت عليها بالمعرفة والبحث على مواقع التواصل والإنترنت، ودرست في فنون جميلة 3 أشهر، بس للأسف ما قدرتش أكمل بسبب الماديات”.
وأضاف أنه عمل في العديد من الوظائف التي استغل فيها موهبته، مثل مكاتب الديكور وشركات التشطيبات، وأن فن صناعة الخردة ظهر أمامه صدفة أثناء تصفحه للإنترنت، وهو فن معروف عالميًا، ومعروف في مصر أيضًا، ويوجد عدد من الفنانين المبدعين فيه، وقال: “حبيته جدًا لما شوفته فقررت إني أضمه لمجالي لأنه من النحت برضه بس الخامة أصعب وأدق.”
وأردف: “نفذت عملة صغيرة ونالت إعجاب ناس كتير، وكان رد الفعل حلو وشجعني إني أكمل في الفن دا، وساعدني صديقي اسمه أحمد، وقررنا سوا ناخد مكان صغير نشتغل فيه سوا، خاصة إنه هو كمان بيحب فكرة إعادة التدوير.” هكذا تحدث “إبراهيم النحات” عن بداية امتهانه لفن الخردة”
واستكمل حديثة قائلًا عن الأمر في البداية اقتصر على تعلم غيرهم كيفية إعادة استخدام خامات معينة مثل كاوتش السيارات المستعملة، وزجاجات المياه الفارغة، والخشب القديم، ولكنه قرر تنفيذ عمل فني كبير من الخردة الحديد يعبر عن حضارتنا الفرعونية القديمة.
أكبر قط فرعوني
وعن تمثال القط الفرعوني “باستيت” الذي يعد أحد الآلهة الفرعونية القديمة الذي تم تصنيعه من الخردة الحديد قال “إبراهيم”: “اختارت تمثال يعبر عن حضارتنا عشان هي مميزة، وقررت أنفذ قط المصريين القدماء بارتفاع 6 متر، ودا أكبر تمثال من الخردة الحديد.”
أما عن مراحل تصنيعه قال إنها تبدأ باختيار التصميم والشكل، ثم رسمه، وبعدها نحته على الجبس أو الطين حتى يتمكن من معرفة تفاصيله وأبعاده التي سيعمل عليها، ورغم أنه بدأ العمل في فن الخردة منذ 3 سنوات فقط، إلا أنه لم يواجه صعوبات كبيرة في تصنيع هذا التمثال الضخم للقط، وهو أول تمثال يصنعه بهذا الحجم، حيث كانت أعماله تقتصر على قطع صغيرة للديكورات، ولكنه فيما بعد قرر أن تكون كل أعماله بالخردة عن القدماء المصريين لأنها مميزة.
وبالحديث عن الخامات التي استخدامها في صناعة تمثال القط “باستيت” الفرعوني قال إن أماكن الخردة والمخلفات منتشرة، وأنه يبحث بالتعاون مع صديقه “أحمد” عن أقربها ويبحثا سويًا عن الخامات المتاحة من الحديد، لأنه لا يمكن استخدام خامة أخرى، ويستخدم لحام الكهرباء في لحم الحديد.
وكانت أصعب مرحلة هي اختيار شكل الحديد الذي سيستخدمه في صناعة التمثال، فاختار “الدائرة التروس” وكان من الصعب أن تكون متاحة بكميات كبيرة في مكان واحد، فكان يذهب لأماكن كثيرة في مناطق أبعد للحصول عليها.
يتطلب صناعة مثل هذا التمثال حوالي 3 أو 4 أشهر، ولكن استطاع “إبراهيم النحات” الانتهاء من تصنيعه في شهر واحد فقط، بمساعده صديقه الذي تولى مهمة توفير الخامات، وأكد أن وزن التمثال وصل إلى ½ طن من الخردة الحديد، لأن كان يشتري الخردة بالوزن، ويسجل ما اشتراه، واكتشف في النهاية أن وزنه وصل إلى 500 كيلو.