تعد ثقافة الشاي. واحدة من السمات المميزة للصين. التي تعد أكبر منتج ومستهلك للشاي في العالم. مع وجود 3 آلاف نوع من الشاي على أراضيها يختلف كل نوع عن الآخر. وفقا لطبيعة المناخ الذي يزرع فيه وعملية التجفيف والتركيبة.
ويرجع تاريخ الشاي في الصين. إلى القرن الثالث قبل الميلاد. حيث تشير الأساطير إلى سقوط ورقة شجر في كوب ماء ساخن خاصة بالإمبراطور “هان”. ما أدى لتحويل لون الماء إلى الأصفر، ليحوز طعمها على إعجاب الإمبراطور الذي أمر بجعله مشروبا موحدا للصينيين، ومنذ ذلك الحين. بدأت الصين بزراعة الشاي، الذي يطلق عليه اسم “تشا” أي شاي.
وحيث إن الشاي يعتبر أحد سمات الحضارة الصينية، وتقديمه للضيوف يعبر عن مدى الاحترام والتقدير. لاسيما مع فوائده الصحية التي تتراواح بين تخفيض الوزن وتنشيط الدورة الدموية وتنظيم الهضم. فإن الصينيين يهتمون بزراعته وإنتاجه بأنواع مختلفة ونكهات كثيرة، فيما يعد أشهرها “أولونغ والياسمين والأسود والأخضر والأصفر والأبيض والأحمر”. والتي يترواح سعر الخمسمائة جرام من الأنواع الجيدة لكل واحدة منها بين 300 يوان و1000 يوان (50 إلى 160 دولارا.
ويتميز شاي أولونغ بأنه مزيج من الشاي الأخضر والأصفر، وله نكهة خاصة وصفات عطرية مقارنة بباقي أنواع الشاي. ويساعد على الاسترخاء ومفيد لإذابة الدهون، فيما يعتبر الشاي الأخضر (التنين) أقدم أنواع الشاي في الصين وأكثرها شعبية. بينما يتم إنتاج الشاي الأصفر (الإمبراطوري) عن طريق تجفيف أوراق الشاي الرطبة بشكل طبيعي، للحفاظ على رائحته المميزة، ويعود نسبه إلى أن اللون الأصفر كان اللون الإمبراطوري التقليي.
أما الشاي الأبيض فهو عبارة عن شاي أخضر تم تجفيفه على عجل، وليس له لون واضح وأقرب إلى الماء الساخن. ويقدمه فقراء الصين لضيوفهم، حيث لم يكن لديهم مقدرة لشراء الشاي باهظ التكلفة. ولكن تم حاليا إنتاج أنواع متميزة من الشاي الأبيض بأسعار تصل إلى 900 يوان للخمسمائة جرام (150 دولارا). ويعتقد الصينيون أنه يقي من الإصابة بالأمراض السرطانية.
وبالنسبة للشاي الأحمر فيتم تصدير معظمه للخارج، أما الشاي الأسود فهو غير شائع لأنه يكون قويا على المعدة وإن كان البعض يفضل تناوله في الليل من أجل نوم أفضل. فيما يعد شاي “بوير” (شاي غامق اللون أقل درجة من الأسود الداكن) واحدا من أهم أنواع الشاي في الصين، حيث إن تاريخه يعود لأكثر من ألفي سنة. وهو خليط من مجموعة نباتات يتم معالجتها بتقنيات معينة يدوية وضغطها، ويعتبر أفضل وقت لتناوله عقب وجبة الطعام مباشرة للمساعدة على حرق الدهون وتخفيف ضغط الدم وضبط السكر