تداولت صورة التقطتها كاميرات المراقبة واحدة من الأدلة ضد سيناغا، وتوقعت الشرطة البريطانية أن المغتصب المحترف رينهارد سيناغا استهدف أكثر من 200 ضحية لم يتم تحديد هوية 60 منهم حتى الآن.
ومن جهتها، أدانت المحكمة سيناغا، الذي يوصف بأنه صاحب أكبر عدد من جرائم الاغتصاب في البلاد، في يناير/ كانون الثاني الماضي، باستدراج 48 رجلا بالذهاب معه إلى شقته في مانشستر وتصويرهم أثناء قيامه بالاعتداء الجنسي عليهم واغتصابهم.
ووفقاً لما ذكره موقع “بي بي سي”، مددت المحكمة العليا البريطانية الحد الأدنى لفترة سجن المغتصب المحترف إلى 40 سنة بعد أن كانت 30 سنة في قرارات سابقة.
وتوقعت الشرطة أن سيناغا ارتكب اعتداءات جنسية ضد حوالى 206 رجل.
وقد انتظر سيناغا، الذي كان طالبا في مرحلة الدراسات العليا، ينتظر الرجال أثناء خروجهم من الملاهي الليلية والحانات ويستدرجهم إلى شقته في شارع برنسيس على أطراف وسط مدينة مانشستر.
وكان يخدر ضحاياه ويعتدي عليهم جنسيا بعد فقدانهم الوعي. وغالبا ما كان يصور مشاهد الاغتصاب ويجمع ما يسميه بالجوائز منهم مثل هواتفهم وما شابه من متعلقاتهم الشخصية.
وعندما كان الضحايا يستردون وعيهم، كان أغلبهم لا يتذكر ما حدث أثناء فقد الوعي.
وفي السياق ذاته، رجحت الشرطة أن سيناغا اعتدى على 206 رجال في شقته، لكن عددا كبيرا منهم لم يتم تحديد هويته.
وقبضت الشرطة على سيناغا بعد أن استرد أحد ضحاياه وعيه أثناء الاعتداء عليه جنسيا وبدأ في الدفاع عن نفسه ثم أبلغ السلطات بالواقعة.
كما تمكنت الشرطة من العثور على مئات الساعات من الفيديوهات المصورة لمشاهد الاغتصاب والاعتداء الجنسي على هاتف سيناغا الذي صادروه، وهو ما أدى إلى فتح أكبر تحقيق في جرائم اغتصاب في تاريخ المملكة المتحدة.
وأظهرت التحقيقات أن سيناغا، وهو من أصول إندونيسية، كان يقطن في شقة مؤجرة على بعد دقائق من ملهى فاكتوري 251 الليلي.
ولفتت أوراق المحكمة إلى أنه كان يستخدم الطريقة نفسها في استدراج ضحاياه، الذين كان أغلبهم من الرجال، في أواخر العقد الثاني أو في العشرينيات من العمر ممن كانوا يخرجون من الحانات والملاهي الليلية بعد تناول الخمور والخروج إلى الشارع ثم يصطحبهم إلى شقته.
ولا يتمكن الكثير من ضحايا سيناغا تذكر ما حدث. لكن بعضهم يشير إلى أنه أعطاهم شرابا بعدها فقدوا الوعي إثر تناوله. كما لم يكن أغلبهم على علم بأنهم تعرضوا للاغتصاب حتى اتصلت بهم الشرطة وأخبرتهم بما حدث.
وزعم المغتصب السفاح أن جميع الممارسات الجنسية تمت بموافقة الرجال الذين مارس معهم الجنس، وأنهم وافقوا على تصوير ما حدث معهم بينما يتظاهرون بالنوم.
كما تتوافر أدلة على أن سيناغا كان يخدر ضحاياه قبل الاعتداء عليهم.
وجاء في شهادات الضحايا التي تناولت الآثار التي وقعت عليهم نتيجة الاعتداء الجنسي الذي تعرضوا له أن أحدهم قال “لقد دمر جزءً من حياتي” بينما أشار آخر إلى أن ما حدث تسبب في أنه ظل “لفترات عاجزا عن مواجهة الحياة”.
ومن جهته، قال مابس حسين، نائب رئيس الشرطة، إن هناك المزيد من الأدلة التي “تتوالى في الظهور” منذ المحاكمة، مؤكدا أن المحققين تمكنوا من التعرف على 23 ضحية وهم الآن “يعتقدون أن سيناغا ارتكب اعتداءات جنسية ضد 206 رجال”.
وتابع: “مستمرون في العمل من أجل التعرف على 60 من هؤلاء الرجال، ونحث كلا من يعتقد أنه ربما كان من ضحايا هذه الممارسات على التواصل معنا”
وأُحيلت قضية سيناغا إلى محكمة الاستئناف بقرار المحامي العام البريطاني، بعد انتهاء محاكمته،والذي رأى أن الحكم جاء مخففا دون مبرر.
كما رفض القضاة في المحكمة العليا مطالبات بالسجن مدى الحياة للمتهم في هذه القضية، لكنهم قرروا زيادة الحد الأدنى لسنوات سجنه.
ومن جانبه، رأى القضاة أن المتهم لم يبد ندما على ما ارتكبه من جرائم.