الكثير منا يعلم أن الغيرة نار كما تقول الحكم والأمثال. والغيرة نوعان غيرة وهمية وأخرى حقيقية. أما الغيرة الوهمية فمصدرها ضعف الثقة. واعتقاد الزوجة أن زوجها لا يحبها وفي استطاعة المرأة العاقلة. إذا انتابتها هذه الغيرة الوهمية. أن تجعل من نارها بردا وسلاما.- هل يصيبها بين حين وآخر شعور بالنقص؟
– هل شكها في حبه لها يعتمد على سبب قوي؟
إذا كان الجواب نعم فلتعلم الزوجة المسكينة. أنها مصابة بمرض الغيرة الوهمية، وهو مرض ثقيل الوطأة شديد الخطر.
وعلى الزوجة في هذه الحالة. أن تراقب نفسها عشرة أيام مراقبة دقيقة. وأن تحاول تحليل كل ما ينتابها من عوارض الغيرة. وأن تدرك أثر هذه العوارض وتصرفاتها وعندئذ ستعرف ما يجب عليها أن تعمله لتتغلب علي ما أصابها. فتتأنق مثلا في ملبسها وتعنى بمظهرها وتقدم لزوجها طعامه المفضل، وتندمج معه في الأوساط التي تروقه ما دامت لا تتعارض مع مبادئها.
أما الغيرة الحقيقية التي تقوم على أساس ثابت، كأن تتأكد الزوجة من خيانة زوجها فإن على الزوجة في مثل هذه الحالة أن تصارح زوجها بما تشعر به، وأن تحاول ضبط عواطفها، فتتلطف في مهاجمته ونقد تصرفاته.
ومهما تكن الظروف فإنه ليس من مصلحة الزوجة أن تتجسس على زوجها وترصد حركاته، ولتعلم أنها لن تظفر بعلاج لمشكلتها ما لم تظهر لزوجها ثقتها العمياء به، ولتبحث بعد ذلك عن نقط ضعفها، فتعرف الميدان الذي فشلت فيه وتحاول الظفر والانتصار.
ولترجع بذاكرتها إلى أول عهدهما كي تظهر بمظهرها الأول الذي كان يبدي إعجابه به. ولتبحث عما إذا كان قد تغيرت طباعها، لتعيدها إلي ما كانت عليه.
وإذا كانت هذه الزوجة متعلمة فلا مانع من أن تساعد زوجها في عمله، فإذا لم تستطع فلا أقل من أن ترفه عنه وتجعل جو البيت جذابا فيقضي فيه ساعات فراغه. وعليها كذلك أن تظهر له دائما إعجابها الشديد بشخصيته ولو لم يكن له شخصية. وأن تبدي له أنها فخورة بمواهبه، ولو كان مجردا من المواهب.