عرض المعماري المشهور والرئيس التنفيذي لصندوق الآغا خان للثقافة في أفغانستان “أجمال ميواندي”، لمحة عن أعمال الصندوق في أفغانستان، خلال أمسية رمضانية تحت عنوان “الإلهام لكي نُلهم”، أقيمت، الأربعاء الماضي، في قاعة الاحتفالات بالمركز الإسماعيلي في دبي، بحضور “عبد الفريد زكريا” سفير جمهورية أفغانستان الإسلامية لدى الدولة، ورئيس المجتمع الإسماعيلي في الإمارات “أمير الدين ثاناوالا”، وحشد من الدبلوماسيين ورجال الفكر والأعمال وشخصيات ووجوه إعلامية واجتماعية.
وقال ميواندي إن الصندوق، وهو جزء من شبكة الآغا خان للتنمية، يركز على إعادة الإحياء المادية والثقافية والاقتصادية للمجتمعات المحلية في العالم النامي. وقدّم ميواندي مثالاً هو ترميم حديقة تشيهليستون في كابول بأفغانستان التي تبلغ مساحتها 12.5 هكتارًا مؤخرًا، كدليل على الالتزام المتواصل بتنوع ثقافة أفغانستان ومجتمعها المدني، ومؤكدًا على أهمية إشراك المجتمعات المحلية في مشاريع الترميم بحيث يكون هناك إحساس بالملكية والانتماء.
وتعكس هذه المشاريع رؤية الآغا خان الذي قال في خطاب له في مؤتمر جنيف الوزاري الخاص بأفغانستان في نوفمبر الماضي: “لقد عززت تجربة السنوات السبع عشرة الماضية قناعتي أن المسار نحو السلام المستدام في أفغانستان يعتمد اعتمادًا كبيرًا على مبدأين أساسيين هما: التعاون الإقليمي، الذي يُعتبرُ مفتاحًا أساسيًا للتعاون والاستقرار الوطنيين؛ والالتزام بالتعددية، فتنوع هذا البلد يجب أن يُعزّز بوصفه مصدرًا للقوة. يجب أن يستفيد الجميع وفي كل المناطق من الاستثمار الذي يوجد الأمل بالمستقبل. هذا هو المبدأ الموجه لاستثمارنا في أفغانستان”.
ترميم مواقع تراثية
واستعرض “ميواندي”، بمواكبة عرض توضيحي مصور على الشاشة، أعمال الترميم التي بدأت في مطلع 2015 وشملت المنشآت الرياضية والترفيهية الموجودة أصلًا في الموقع. وقد خضعت المناطق الخضراء إلى المزيد من التحسين، من خلال شبكة من المسارات الرسمية التي تربط مجموعة متنوعة من التجارب المكانية، ومسرح خارجي، ومنتزه تاريخي يضم نوافير أصلية رخامية.
وقد عرض عددًا من المشاريع الأخرى مثل قصر “ستور” في وزارة الشؤون الخارجية، الذي أخضعه صندوق الآغا خان للثقافة إلى جانب ما يقارب 140 موقعًا تراثيًا تقريبًا في أنحاء البلاد إلى الترميم بدعم قوي من الحكومة الأفغانية والشركاء الدوليين.
أما رئيس المجتمع الإسماعيلي في الإمارات “أمير الدين ثاناوالا”، فرأى في كلمته خلال الأمسية بأن انخراط مؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية في أفغانستان، يستند إلى إيمان واحترام عميقين للكرامة الإنسانية، والتنوع، والتعددية ولأهمية إظهار التعاطف تجاه إخوتنا في الإنسانية. مؤكداً أن مؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية تهدف إلى إيجاد بيئة ممكّنة تسمح للأفراد، وبالتالي المجتمعات المحلية، أن يصبحوا مكتفين ذاتيًا.
من جهته، أشار السفير الأفغاني لدى الإمارات “عبد الفريد زكريا” إلى تجاربه الشخصية مع عمل صندوق الآغا خان للثقافة في بلاده، قائلاً: “نحن ممتنوّن للروابط الوثيقة والشراكة التي تجمعنا بشبكة الآغا خان للتنمية ونأمل في تعزيز هذه الأواصر التي تجمعنا قدمًا”.