عبدالله العلمي
تحل في الثاني من ديسمبر الذكري الـ49 لليوم الوطني الإماراتي، والذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى قيام اتحادها الذي تأسس عام 1971. سأطرح هنا أهم جوانب نجاح تجربة دولة الامارات الرائدة والهامة لإنجاح هذا الإتحاد.
الانطلاقة التاريخية بدأت بإجماع حكام الإمارات السبع لأبوظبي ودبي ورأس الخيمة والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان. كانت هذه اللبنة الأولى لمسيرة العطاء التي امتدت طوال عدة عقود. هكذا بثت دولة الامارات رسالة الأمل والتفاؤل والإتحاد والسلام، الرسالة التي تحولت إلى سجل ناجح وتجربة فريدة استطاعت ترسيخ أركانها وتأخذ مكانها المتميز في تاريخ المنطقة والعالم.
الكل يترقب الاحتفال الرسمي باليوم الوطني لدولة الإمارات تحت عنوان “غرس الاتحاد”، ولا شك أن العرض سيكون واحداً من العروض الحية المعدودة التي سيشهدها العالم هذا العام. ويتضمن العرض منحوتة فنية عائمة فوق سطح البحر يقام عليها العرض الرسمي بأضواء وصور رقمية تستعرض فقرات مستوحاة من قصة دولة الإمارات وقيمها العريقة.
الأجندة الوطنية لتحويل “رؤية الامارات” إلى واقع ملموس، تنقسم إلى ستة محاور هي: الحفاظ على مجتمع متلاحم محافظ على هويته، وإرساء مجتمع آمن وقضاء عادل، وبناء اقتصاد معرفي تنافسي، وتطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، وتطبيق نظام صحي بمعايير عالمية، والحفاظ على بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة. إحتفال هذا العام لن يكون فقط أنجح تجربة وحدوية عربية في العصر الحديث، بل وأيضاً مناسبة للاحتفاء بهوية الدولة بمشاركة فئات الشعب كافة.
رحم الله الشيخ زايد، لقد أحب أرضه وحرص على تنمية شعبه وكان شغوفاً بالتراث والثقافات. لا شك أن المواطن الإماراتي سيحتفل هذا العام باليوم الوطني وبتحقيق رؤية الامارات الطموحة التي وضع أساسها الشيخ زايد رحمه الله.
تهدف رؤية الإمارات 2021 إلى أن تكون دولة الإمارات في مصاف أفضل دول العالم في شتى المجالات التنموية، ولتحقيق مراكز متقدمة في مختلف المؤشرات الوطنية والعالمية وذلك بحلول عام 2021، الذي يتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام دولة الاتحاد. هذا احتفال بالمكتسبات التي حققتها الدولة بسواعد أبنائها والمقيمين فيها للتعبير عن محبتهم واعتزازهم بهذه الأرض الطيبة.
علاوة على تميزه بالكرم والسخاء، فالمواطن الاماراتي يُسَخِر جهوده لتأسيس المستقبل المزدهر في جميع أنحاء الدولة. هذا هو يوم الاحتفاء بالمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع برؤيته السديدة وطموحه الأسس التي تقوم عليها الدولة إلى هذا اليوم.
من ضمن إنجازات دولة الإمارات التي يشهد لها القاصي والداني زيادة الإنفاق الحكومي على التعليم، ووضع طلبة الإمارات ضمن أفضل طلبة العالم في العلوم والقراءة والرياضيات، واحتلال مراكز متقدمة في مؤشر التنافسية العالمي وتدفق الاستثمار الأجنبي، ومراتب متقدمة في مؤشرات جودة البنية التحتية وفي المنظومة الصحية ومنظومة الأمن والقضاء.
الأهم من هذا كله، ولاء الشعب الاماراتي لحكامه وتمسكه بقيم ومبادئ الحكمة والتفاؤل والعزيمة والطموح والوحدة والثبات.