شدّد مركز الأزهر العالمي للفتوى، أنه يجب على من تأكدت إصابته بفيروس كورونا، أو المشتبه في إصابته. أو حتى الذي يُعاني من عرض من أعراضه أن يتجنب أماكن الزحام، ومخالطة الناس. وأن يلزم بيته وقت انتشار الوباء؛ إلا لضرورة.
واستشهد الأزهر بقول سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» [أخرجه البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: «لَيسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُث فِي بَيتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُه إلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إلِّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ». [أخرجه البخاري، وأحمد واللفظ له].
وأكد مركز الأزهر، على أنه يحرم عليه التساهل في تعاملاته الاضطرارية مع من يُساكنهم. بل يجب أن يراعي صحة كلّ مَن حوله وسلامتهم.
وأوضح المركز أن الصِّحة من أعظم النعم التي تستوجب شكر الله تبارك وتعالى ليلَ نهار. قال سُبحانه: {وجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَارَ وَٱلۡأَفۡئِدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ}. [النحل: 78]
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، نبَّه إلى أن كثيرًا من الناس يغفلون عن هذه النعمة. فقال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» [أخرجه البخاري].
وقال إن الصحة نعمة يجب المحافظة عليها بذكرها وعدم نسيانها، وشكرها وعدم كفرها. واستخدامها في طاعة الله عز وجل، وعدم تعريضها للزوال والهلاك.
وأضاف أنه لا تخفي خطورة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على الصحة العامة، وسرعة انتشاره. وحجم الضَّرر المترتّب على استخفاف النّاس به، والتَّساهل في إجراءات الوقاية منه. لذا؛ يجب على المسلم أن يتجنب أماكن الزحام، ومخالطة الناس قدر الاستطاعة،.ويتأكد الأمر على من ظهر عليه عرض من أعراض الإصابة بالفيروس. فقد قال سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ: «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ». [أخرجه البخاري]
وأشارت إلى أنه يحرم على المسلم مُخالفة الإرشادات الطِّبيَّة، والتَّعليمات الوقائية التي تصدر عن الجهات المختصة لحين إعلانها انتهاء الأزمة تمامًا. لمَا في ذلك من تعريضِ النَّفسِ والغير لمواطنِ الضَّرر والهلاك. فضرر الفيروس لن يقتصر على المُتساهِل في إجراءات الوقاية منه فحسب. بل قد يتعدى إلى غيره ممن يُساكنهم أو يُخالطهم. ورسول الله ﷺ يقول: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ». [أخرجه الحاكم]
ويقول: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ». قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ». [أخرجه الترمذي]
وذكرت أن حفظ النَّفس مقصد من أعلى وأولى مقاصد الشرع الشريف؛ قال الحقُّ سبحانه في تعريض النفس لمواطن الهَلَكة: {..وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195]، وقال في إحيائها: {..وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..} [المائدة:113].