وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”. كلمة بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي فيما يلي نصها:
“إخواني وأخواتي أعضاء المجلس ..
تستأنفون اليوم أعمال مجلسكم في مرحلة حافلة بالتحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية.
ومنذ شهر فبراير الماضي، نواجه مع العالم بأسره جائحة كورونا والآثار المترتبة عليها .. لقد غيرت الجائحة كل شيء في حياة البشر وأوضاع الدول وبدلت أولويات الحكومات، وتسببت بجمود الاقتصاد العالمي، وكان أداء دولتنا في مواجهة الجائحة نموذجيا وفي مستوى تقدمها، ومكانتها، وقدرتها على الإنجاز.. وتعزز هذا المستوى بمواصلة نهجنا في العطاء، حيث قدمنا مساعدات طبية وإغاثية لأكثر من مائة دولة في العالم .. كما تعزز بمضينا قدماً في برنامج الطاقة النووية السلمية، والبدء بتشغيل مفاعلات محطة براكة .. ومضينا في برنامجنا الفضائي بإطلاق ” مسبار الأمل ” نحو المريخ.
الأخوة والأخوات ..
تعلمون أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقتنا جعلت أمنها واستقرارها جزءاً من الأمن والاستقرار الدوليين وكان علينا أن نكيف دائما سياستنا مع ما يدعم مرتكزات أمن واستقرار دولتنا ومنطقتنا، على قاعدة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، والتعايش السلمي وحل الخلافات بالحوار. وفي هذا السياق جاء “الاتفاق الإبراهيمي” رافداً من روافد السلام يدعم طموحات شعوب المنطقة لتحقيق الرخاء والتقدم ..
نعم كان أداؤنا في مواجهة الجائحة نموذجيا ومحل تقدير منظمة الصحة العالمية، واحترام دول العالم .. لكن الجائحة لم تنته .. سنواصل عملنا في مكافحة الوباء كما يجب .. وأدعو من خلالكم جميع المواطنين والمقيمين إلى تجديد الالتزام بإجراءات الوقاية .. ومتابعة تعليمات الجهات المختصة والامتثال لها .. ومثل كل الأزمات الكبرى، تنطوي أزمة كورونا على فرص يمكن البناء عليها.
وقد أعددنا للأمر عدته .. وأعدنا هيكلة الحكومة لتكون أكثر قدرة على مواكبة المتغيرات، وأسرع في اتخاذ القرارات، وأقدر على اغتنام الفرص ..
أرجو لكم التوفيق ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.