خاص: علاء محمد
الشرطة في مدينة نابولي الإيطالية تفرض حالة الطوارئ منذ إذاعة نبأ رحيل مارادونا.
نابولي، المدينة الميتة التي أحياها مارادونا في ثمانينيات القرن العشرين، والتي، بفضله، توج ناديها آنذاك بلقب الدوري الإيطالي.
نابولي التي انتظر شعبها قرابة ٦٠ سنة حتى يتوج ناديها باللقب، اجتاح جمهورها، يوم التتويج ١٩٨٧، مقابر المدينة برفقة كأس البطولة وراح الأحياء يخاطبون الأموات عند القبور بعبارة خلدها التاريخ:”انهضوا من قبوركم.. لقد حصلنا على البطولة.. آهٍ لو تعلمون ما فاتكم!!”.
نابولي الإيطالية، التي شجع شعبها منتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا، ضد منتخب إيطاليا في نصف نهائي كأس العالم ١٩٩٠ في المعركة التي شاء القدر أن تجرى في مدينة نابولي، فظن الطليان أنهم يلعبون على أرضهم (مدينة نابولي).. ليفاجؤوا بخطاب من سطرين لمارادونا يدعو سكان المدينة لرد الجميل له، ليستجيب شعب نابولي لنداء أسطورتهم الأرجنتينية ويملؤوا مدرجات ملعب سان باولو بحناجر تصدح باسم مارادونا، ليسجل التاريخ أول وآخر مرة تستضيف دولة كأس العالم وتلعب إحدى مبارياتها في البطولة كما لو أنها في أرض الدولة المنافسة.
آنذاك أطاح مارادونا في قلب نابولي بمنتخب إيطاليا، وسهرت نابولي حتى الصباح في الشوارع تحتفي بفوز فتاها المعجزة على منتخب دولتها… ثم استكان الجميع للنوم.
ظهر اليوم التالي، راحت السكرة وجاءت الفكرة، فاستفاقت المدينة على حقيقة مفجعة: إيطاليا، البلد الأم، خارج كأس العالم!! فانقسمت بين معسكرين: الأول يندب ويطلب من السماء التوبة عن الكفر الوطني الذي اقترفه أمس بتشجيع مارادونا ضد الوطن، والثاني يصر على صحة موقف الأمس.
رحل مارادونا عن نابولي عام ١٩٩١ تاركا أثرا غير مسبوق، وغير ملحوق.
مساء أمس، جن جنون أبناء حقبة مارادونا من أبناء المدينة لدى سماع نبأ وفاته. منذ تلك اللحظة وحالة التأهب القصوى من الشرطة تسود المدينة.
مواقع رسمية في المدينة تؤكد أن قرارا بتسمية ملعب سان باولو، باسم دييغو مارادونا، سيصدر. ربما هذا لاستيعاب حالة جنون قد تضرب أرجاء المدينة الجنوبية.. مدينة مارادونا.