تجرى حالياً الكثير من الدراسات ، لمعرفة السبب الحقيقي وراء العدوى المتكررة بكورونا بعد الشفاء منه، وتفسير الظاهرة علمياً.
واكتشفت حالة بدت في البداية وكأنها عدوى متكررة.ولكن اتضح أنها نتيجة لطفرة (تحور) في الفيروس حدثت داخل جسم المريض أدت إلى مزيد من تطور المرض.
البداية
وتعود الحالة لرجل (45 عاماً)، أصيب بكورونا، وتطورت ليعاني من مضاعفات منها متلازمة الأجسام المضادة للفوسفولبيد (تتجلى في مشاكل تخثر الأوعية الدموية) .والتي كانت معقدة بسبب نزيف شديد من الأوردة الرئوية. أي أن الأضرار التي لحقت بالأوعية الدموية أدت إلى نزيف رئوي، وهو من سمات الالتهاب الرئوي الحاد.
وعولج الرجل بعد نقله للمستشفى، بالستيرويدات (أحد أنواع المنشطات) لمدة خمسة أيام ولم يكن بحاجة إلى جهاز تنفس. ثم عاد إلى المنزل وبقي في عزلة لمدة شهرين.ولكن خلال تلك الفترة ذهب إلى المستشفى مرات عديدة بسبب الإرهاق وآلام البطن وضيق التنفس. وفي إحدى المرات عانى من نقص في الأوكسجين وضيق في التنفس وخشي الأطباء من مزيد من النزيف ولذلك عولج بالستيرويدات مرة أخرى.
و بعد 72 يوما من إصابته بكورونا لأول مرة، نقل الرجل للمستشفى للمرة الرابعة، حيث تم إجراء اختبار آخر للكورونا وأكدت النتيجة إصابته بالفيروس مرة أخرى. وتم علاجه بدواء ريمديسيفير لمدة 10 أيام ، أجرى بعدها اختبار جديد لكورونا جاءت نتيجته سلبية.
وودخل الرجل المستشفى مرة أخرى، بعد حوالي شهر، بسبب السيلوليت (التهاب النسيج الخلوي) والتهاب النسيج الضام تحت الجلد، والذي تجلى في الاحمرار والتورم والألم في المناطق الملتهبة.
يمكن أن يؤدي السيلوليت أيضا إلى أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع والقشعريرة والتعرق.
وتعرض المريض إلى نقص الأكسجة وأجرى اختبار كورونا آخر أظهر إصابته بالفيروس لمرة ثالثة. تم علاجه مجدداً بمجموعة من مضادات الفيروسات ريمديسيفير، إلا أنه توفي في اليوم الـ 145 نتيجة فشل الجهاز التنفسي.
نتائج
ووجد الباحثون ، بعد فحص الحمل الفيروسي على جسد المريض المتوفى من عينات مأخوذة منه، أن أعلى معدل من مستويات الفيروس وجدت في رئتيه وطحاله.
و اتضح أن فيروس كورونا تحور في جسده عدة مرات من نقطة اختباره لأول مرة وحتى وفاته.
وخلص العلماء إلى أنه على الرغم من وجود حالات تمكن فيها حتى المرضى الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة من التغلب على الفيروس. إلا أن المريض في هذه الحالة عانى من عدوى طويلة المدة نتيجة التطور السريع لطفرة في الفيروس داخل جسمه.
وأفاد الأطباء بأن الفحوصات ضللتهم في الواقع، حيث ظل الفيروس في جسم المريض طوال هذا الوقت وتحور.