تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ الإنجاز الذي حققته الدولة في مجال الفضاء، ومنتدى صحيفة الاتحاد الذي يوثق لمسيرة إماراتية عمرها عشرات السنين في ترسيخ مفاهيم التسامح، إضافةً إلى الأوضاع في تونس.
فتحت عنوان “مسبار الأمل جاهز للعمل” قالت صحيفة البيان: “إن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت واحدة من الدول القليلة التي أصبح لها بشكل رسمي موضع قدم في الفضاء، مع صعود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري منذ أيام قليلة إلى المحطة الدولية للفضاء بصحبة الرائدين الروسي والأمريكي، بينما كرست حضورها على الأرض، بدخولها السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم “مسبار الأمل”، لتكون دولة الإمارات بذلك واحدة من بين تسع دول فقط تطمح إلى استكشاف هذا الكوكب”.
وأضافت أنه منذ الإعلان عن المشروع والعمل مستمر في وكالة الإمارات للفضاء على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموّله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.
وأوضحت الصحيفة أن الموعد المحدد يقترب لإطلاق المسبار عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أن أنجز فريق العمل الإماراتي الجزء الأكبر من مهامه، ووصل إلى آخر اختبار بيئي لمسبار الأمل، ليثبت أن الإمارات قادرة على وضع اسمها وسط كبريات دول العالم بجهود أبنائها وبالعلم والمعرفة، لتبني نهضتها، وتسهم في تطور البشرية.
من ناحيتها، قالت صحيفة الاتحاد تحت عنوان “ملتقى التسامح”: “لإن صحيفة “الاتحاد” توثق في منتداها السنوي الرابع عشر لمسيرة إماراتية مجتمعية ووطنية، عمرها عشرات السنين في ترسيخ مفاهيم التسامح، وتسلط الضوء على نهج أساسي تقوم عليه سياسة الدولة بدعوات متواصلة إلى تعزيز الحوار بين الشعوب وثقافاتهم، وتمتين أواصر الأخوة الإنسانية، لتعميم السلام”.
وأضافت أن التسامح في الإمارات، عمل مؤسسي مدمج في مختلف تفاصيل الدولة، سواء في التشريعات والقوانين القائمة على العدل والمساواة واحترام الأديان أو عبر المبادرات العلمية والتعليمية، وحتى التظاهرات الرياضية الإنسانية التي تستضيفها إمارات الدولة سنوياً.
وأكدت أن الدولة ومؤسساتها تحتفي دوماً بالتسامح، وتحمل على عاتقها تعميم هذه القيمة في العالم أجمع، لذلك كانت أرض الإمارات منطلقاً لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تعتبر من أهم الوثائق التاريخية لنشر المحبة والسلام في ظل ما تشهده مناطق عديدة بالعالم من نزاعات قائمة على التمييز والطائفية والكراهية.
وذكرت الصحيفة أن التسامح في الدولة، ثقافة عامة تحكم العلاقات الإنسانية بين الأفراد وتميز العلاقة بين الشعب وقيادته منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خاصة أن هذا الوطن شكل منذ تأسيسه ملتقى لجنسيات العالم، بفضل مميزاته وقدرته على دمج الجميع في العملية التنموية.
من ناحيتها وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة الخليج تحت عنوان “الغنوشي إذا ترأس الحكومة!”: “إن مرشح “حركة النهضة” عبدالفتاح مورو فشل في الوصول إلى قصر قرطاج، ولم يمنحه الشعب هذا الشرف في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم 15 سبتمبر الماضي، وها هي الحركة تحاول الإمساك بالسلطة من جديد من خلال ترشيح رئيسها راشد الغنوشي لتشكيل الحكومة الجديدة، مستندة إلى حصولها على 52 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، كون الحركة حصلت على أكبر عدد من المقاعد بين الأحزاب الأخرى، وبالتالي من المفترض تكليفها دستورياً بتشكيل الحكومة”.
وأضافت أنه كان الظن أن الحركة سوف تبقى في الظل حرصاً على ما تبقى من شعبيتها التي تقلصت إلى حوالي النصف، قياساً بنتائج الانتخابات السابقة التي جرت عام 2014، وتختار مرشحاً مستقلاً تختبئ وراءه لشغل منصب رئاسة الحكومة، يستطيع أن يخرج بتونس من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة، والتي كانت شريكة أساسية في السلطة التي فشلت على مدى ثمانية أعوام في تحقيق الحد الأدنى من أهداف الثورة ..لكن يبدو أنها حزمت أمرها وقررت أن تكون هي في الواجهة كحركة تشكل جزءاً من جماعة الإخوان المسلمين، لعلها تتمكن من تحقيق برنامجها “النهضوي” الذي يستغل الدين كستار لتحقيق غايات سلطوية ليس أكثر.
وذكرت أنه على كل حال، فإن الحركة إذا أصرت على اختيار الغنوشي لتشكيل الحكومة، فالطريق أمامه ليس مفروشاً بالورود، إذ إن أغلبية الأحزاب الفائزة ترفض المشاركة بحكومة يقودها “إخوان تونس”، ذلك أن ما حصلت عليه /52 نائباً/ لا يكفي للحصول على ثقة البرلمان، إذ إنها تحتاج إلى 57 نائباً كي تنال الأغلبية /النصف + 1/ أي 109 نواب من أصل 207 نواب، وهو أمر غير متوفر، ويبدو أنه صعب إن لم يكن مستحيلاً.
واستدركت بالقول: “لكن فيما لو نجحت «النهضة» في إقناع بعض الأحزاب بالانضمام إلى حكومتها، فإن هذه الحكومة سوف تكون عرجاء ولن تستطيع تقديم الحلول المفترضة التي تلبي مطالب الجماهير مثل تخفيف الأزمة المعيشية والقضاء على البطالة، ومواجهة تراكم الديون، وبالتالي سيكون الفشل هو مصيرها الحتمي ..ثم إن «الحركة» قد تواجه مهمة صعبة في التعامل مع رئيس الجمهورية الجديد قيس سعّيد الذي ينتمي إلى مدرسة سياسية أخرى، ما سيؤثر في العلاقات بين سلطتي الرئاسة والحكومة، الأمر الذي سيؤدي إلى صدام بين نهجين وخطين مختلفين بالنسبة للقضايا الداخلية والخارجية”.
واختمت “الخليج” افتتاحياتها بالقول: “صحيح أن سعيد يدخل قصر قرطاج مجرداً من أي حزب سياسي يتبع له أو يدين إليه بالولاء، لكن حصوله على الأغلبية الساحقة من أصوات المواطنين /أكثر من 72 بالمئة/ يعطيه زخماً وقوة أكثر من كل القوى السياسية ومن بينها “حركة النهضة”، ما يجعله “الرئيس – الملك” القادر على فرض رؤيته، رغم أن سلطاته بموجب الدستور أقل فاعلية من سلطات رئيس الحكومة”.