انطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية وسط صراع حاد بين المرشحين الرئيس الحالي دونالد ترامب، وجون بايدن، أو بتعريف آخر بين الديمقراطيين والجمهوريين. وتأتي الانتخابات هذا العام وسط ضغوط وظروف غير تقليدية على مستوى العالم، في ظل تفشي فيروس “كورونا”، وتداعياته على الاقتصاد العالمي، حيث لعب دورًا محوريا في هذه الانتخابات.
وتوجه الأمريكيون اليوم الثلاثاء، الموافق 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى صناديق الاقتراع ليبعثوا جو بايدن أو دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن هناك ما يجب مراقبته في ليلة انتخابات التي لا يمكن التنبؤ بها فيما تتوالى النتائج.
مصير فاوتشي تحدده النتيجة
ومن أبرز القضايا التي احتلت صدارة الصراع بين ترامب وبايدن هو الدور المستقبلي المحتمل لكبير خبراء الأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي. ففي حين صرح ترامب، الذي طالما اختلف مع فاوتشي حول مقاربته لخطورة الوباء وكيفية معالجة الأزمة، بأنه سيقيل مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية ومستشاره الأبرز بشأن جائحة كورونا، حال فوزه بالانتخابات، أكد بايدن أنه سيعين فاوتشي حال فوزه في الانتخابات.
والدكتور فاوتشي هو موظف مدني محترف، شغل منصب كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة لستة رؤساء؛ ما سيجعل من إقالته على نفس النحو الذي تجري به إقالة وزراء الحكومة وموظفي البيت الأبيض أمراً عسيراً جدا على ترامب، وتتطلب عملية إقالة موظفي الخدمة المدنية إجراءات دقيقة تتضمن إعلان السبب، وتتيح للموظف خيار الطعن على قرار إقالته أمام مجلس موسع للمراجعة.
أسباب قد تؤجل نتيجة الانتخابات
وعرفت الانتخابات الأمريكية هذا العام حملة استثنائية، ومقلقة في بعض الأحيان، فمن كان يتصور أن تحل الانتخابات في ظل جائحة عالمية، وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية الـ”بي بي سي” عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لنتائج الانتخابات، قد يتحقق أي منها:
1- بايدن يحقق فوزاً سهلاً: الاحتمال الأول هو أن تكون نتائج استطلاعات الرأي صحيحة ويحظى جو بايدن بفوز يسير.
2- فوز مفاجئ لترامب: على غرار ما حدث في 2016، يتضح أن نتائج استطلاعات الرأي كانت خاطئة ويفوز ترامب بولاية ثانية، وربما يكون مفتاح نجاحه في ذلك هو ما يحدث في فلوريدا وبنسلفانيا اللتين تشير نتائج استطلاعات الرأي فيهما إلى تأرجح أصوات الناخبين بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري.
3- فوز ساحق مفاجئ لبايدن: ثمة احتمال أن يفوز بايدن باكتساح، إنها انتخابات مفاجئة، سيكون الأمر أشبه بفوز رونالد ريغان على جيمي كارتر عام 1980، أو فوز جورش بوش على مايكل دوكاكيس عام 1988.
4- وثمة سيناريو آخر من المستبعد حدوثه، ولكن فقط تذكروا أنها 2020: بسبب الطريقة التي تقسم بها نبراسكا أصوات الهيئة الانتخابية، قد يحدث في خضم سباق المرشحين للحصول على 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، وهو الرقم السحري الذي يضمن لصاحبه الرئاسة، أن يحصل كل من بايدن وترامب على 269 صوتا، وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخ الولايات المتحدة، وأقول إنه من غير المرجح أن يحدث، ولكن القول إنه مستحيل قد يليق بشخص لم يطلع على الأحداث التي شكلت عام 2020.
تفاصيل عن يوم الانتخابات
ولأن ظلال “كورونا” ألقت على كل ملامح السباق الرئاسي، فإنه من الصعب رؤية من هو في الصدارة في وقت مبكر، حيث تدفق بطاقات الاقتراع عبر البريد هذا العام، ولدى الولايات المختلفة قواعد مختلفة لكيفية فرز بطاقات الاقتراع البريدية ومتى يتم ذلك، مما يعني أنه ستكون هناك فجوات كبيرة بينها من حيث الإبلاغ عن النتائج.
بعض التفاصيل الأساسية
لكي تصبح رئيسا للولايات المتحدة لا تحتاج في الواقع إلى الفوز بالتصويت الشعبي، وإنما بدلا من ذلك يهدف المرشحون إلى الفوز بالأغلبية في ما يسمى المجمع الانتخابي.
وفي الانتخابات الحالية، يصوت ملايين الأمريكيين بالبريد أكثر من الانتخابات السابقة، وقد يستغرق فرز الأصوات البريدية مزيدا من الوقت، ولن تبدأ بعض الولايات الفرز حتى يوم الاقتراع، لذلك سيكون هناك بالتأكيد تأخير في بعض النتائج.
كيف تعرف الفائز؟
سيجعل تدفق بطاقات الاقتراع عبر البريد هذا العام من الصعب رؤية من هو في الصدارة في وقت مبكر. ولدى الولايات المختلفة قواعد مختلفة لكيفية فرز بطاقات الاقتراع البريدية ومتى يتم ذلك، مما يعني أنه ستكون هناك فجوات كبيرة بينها من حيث الإبلاغ عن النتائج. بسبب هذه الزيادة غير المسبوقة في عدد الأصوات البريدية فقد ينتهي الأمر بهزيمة المرشح الذي تقدم في وقت مبكر مع فرز الأصوات البريدية أو الشخصية، لذلك كن حذرا من الأرقام.
حملة بايدن تستقطب المشاهير
تعدّ الاستطلاعات الوطنية مؤشرات جيدة للشعبية التي يتمتع بها المرشح على مستوى البلاد بشكل عام، ولكنها ليست بالضرورة طريقة سليمة للتنبؤ بنتيجة الإنتخابات.
ففي انتخابات عام 2016 على سبيل المثال، كانت هيلاري كلينتون متقدمة في استطلاعات الآراء وتفوقت على ترامب بثلاثة ملايين صوت تقريبا، ولكنها خسرت مع ذلك. سبب ذلك أن الولايات المتحدة تطبق نظام المجمع الإنتخابي، ولذا فالفوز بعدد أكبر من الأصوات لا يضمن للمرشح الفوز في الإنتخابات.
وإذا تجاوزنا هذه المعلومة، فمن المفيد أن نعرف أن جو بايدن يتقدم على ترامب في استطلاعات الآراء الوطنية لمعظم السنة، وكانت شعبيته تحوم حول الـ 50 في المائة في الأسابيع الأخيرة وتقدم على منافسه بعشر نقاط في بعض الأحيان.
نهاية يوم التصويت
إنه يوم انتخابات الرئاسة الأمريكية، جلوس متواصل أمام شاشة التلفزيون لمدة 10 ساعات متتالية مع تحديث ومتابعة أحدث الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، لكن إن لم يعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو نائب الرئيس السابق جو بايدن بالهزيمة في سباق الانتخابات، فهل يبدأ سيناريو كابوس أمريكي لانتخابات متنازع عليها؟
وتبدأ عمليات إعادة فرز الأصوات، ومع رفع دعاوى قضائية ضد بطاقات الاقتراع المرفوضة، تبدأ اضطرابات مدنية في أرجاء البلاد، وبعد ذلك بقليل، يحال استئناف قانوني إلى المحكمة العليا للولايات المتحدة للبت في المسألة وتحديد من سيصبح الرئيس.
وعلى الرغم من ذلك السيناريو المتوقع، يمكن تجنب الكثير من كل هذا إذا كان الأمريكيون على استعداد لانتظار نتيجة الانتخابات، لكن إلى متى يكون الانتظار؟ هذا هو السؤال الأهم.
يصوت الأمريكيون اليوم في انتخابات الرئاسة 2020، والتي يتنافس فيها الرئيس الحالي والساعي لولاية ثانية دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
ويخوض الجمهوري ترامب الانتخابات بصحبة مايك بنس نائبا له، بينما يخوض الديمقراطي جو بايدن الانتخابات بصحبة كامالا هاريس نائبة له، والتي لو فازت بالمنصب سيكون حدثا تاريخيا كونها أول امرأة في تاريخ أمريكا تشغل منصب نائب الرئيس.