تعتبر اللحوم الحمراء بأنواعها وطرق الطهي من الأطباق الرئيسية في معظم موائدنا العربية، بينما يمتنع البعض عن تناولها تمامًا ويتحولون إلى نباتيين خوفًا من أي ضرر تسببه. لكن الحقيقة هي أنها سيف ذو حدين. يمكن اعتبار ذلك فائدة صحية ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية.
القيمة الغذائية للحوم الحمراء:
لاشك أن لها قيمة غذائية عالية حيث أنها تزود الجسم بالعديد من العناصر الغذائية الهامة التي لا يستطيع الجسم التخلص منها ، مثل البروتينات والحديد والزنك والأحماض الأمينية بالإضافة إلى المغنيسيوم والسيلينيوم والبوتاسيوم والفوسفور وفيتامين “ب” إلَّا أنها في المقابل تحتوي على نسبة من الدهون الضارة التي تضر الجسم في حالة الإفراط في تناولها.
أضرار اللحوم الحمراء:
اللحوم من الأطعمة الخالية تمامًا من الألياف الغذائية، مما يجعل هضمها صعبًا إلى حدٍّ ما، وبالتالي يشعر معظم الناس بمشاكل في الجهاز الهضمي بعد تناولها، خاصة إن لم يتم مضغها جيدًا. وتتنوَّع تلك المشاكل ما بين إسهال وإمساك وعسر هضم وانتفاخ، ومن ثم يفضَّل تناولها دائمًا جنبًا إلى جنب مع طعام آخر غني بالألياف الغذائية مثل الخضروات، لكي تُساعد في عملية الهضم.
لا ينصح عادة بالإكثار من تناولها من قِبَل مرضى ضغط الدم، وذلك لأن اللحوم بطبيعتها تحتوي على نسبة من الأملاح المعدنية والدهون الضارة التي تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.
على عكس ما هو شائع، فإن الإفراط من تناول هذه اللحوم من قِبَل مرضى السكر يؤدي إلى تركيز الأحماض البروتينية في الدم، مما يرفع من عجز الكبد عن تنظيم السكر، مما يؤدِّي إلى ارتفاع نسبته في الدم، هذا فضلًا عن تأثيره السلبي على كفاءة البنكرياس، ومن ثمَّ ينصح بتقليل الكمية المستهلكة من قِبَل مرضى السكر. كما أثبتت بعض الدراسات أن تناولها بشكل يومي وكميات كبيرة، يزيد من فرَص الإصابة بمرض السكر في غضون أربع سنوات فقط منذ اتباع هذا النظام الغذائي الخاطئ.
يؤثر الإفراط في تناول اللحوم الحمراء على وظائف الكبد بسبب نسبة الدهون الموجودة بها، مما يرفع حالة مريض الكبد سوءً. كما أن ذلك الإفراط يزيد من معدَّل إصابة الأشخاص غير المصابين أيضًا، مما يؤكد على ضرورة الاعتدال في تناولها من قِبل المرضى والمعافين على حدِّ سواء.
أفادت الدراسات بأن تناول اللحوم الحمراء بكثرة يؤِّدي إلى زيادة ترسب الدهون الضارة في الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى وفاة مريض القلب، لذا يجب الحرص من الإفراط في تناولها، والبحث عن بدائل أخرى أكثر صحيَّة مثل اللحوم البيضاء أو الأسماك أو البقوليات.