أحد الصعوبات التي تواجه الأمهات، ولا سيما الجدد منهنّ، هي صعوبة فهم وتحديد الأسباب الكامنة وراء صرخات الطفل وبكائه الشديد، وهو يسبب حالة من الحيرة والقلق وموجة من التساؤلات تطرحها الأم، أولها، ماذا يريد طفلي؟
وقد أوضح الدكتور عمر عبد الحميد أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، أن بكاء بعض الأطفال حديثي الولادة لا علاقة له تماماً بالاحتياجات الأساسية فإن 80 إلى 90 % من جميع الأطفال لديهم جلسات بكاء لمدة 15 دقيقة إلى ساعة لا يمكن تفسيرها أو فك شفرتها بسهولة.
تحدث معظم جلسات البكاء هذه في المساء، قد يكون هذا هو الوقت الأكثر بكاء وتوتراً في اليوم في المنزل.
ويساعد تفاعل الطفل الأم على أن تكون أكثر مهارة في فهمه، وهو ما يقلل كثيراً من البكاء، ولفترات أقصر، وسيشعر بالراحة بسهولة أكبر عندما يبكي.
وفيما يلي بعض ملاحظات أخصائي الأطفال، للمساعدة في إرشاد الأمهات إلى ما قد يقوله الطفل (أو يصرخ):
1- أنا جائع: صرخة منخفضة النبرة، إيقاعية، متكررة، مصحوبة بإشارات أخرى مثل حركة المص، أو صفع الشفاه، أو وضع الأصابع في الفم.
الحل: الاستجابة للجوع، قبل أن يبكي بسرعة ويبدأ في ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة فهذا سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من البكاء.
2- أنا متعب أو غير مرتاح: بكاء مستمر تزداد شدته وعادة ما يشير إلى أن الطفل قد اكتفى، وكأنه يقول: “قيلولة، من فضلك!”.
وعادة ما تكون مصحوبة بالتثاؤب أو فرك العين أو شد الأذن، “أحتاج إلى حفاضات نظيفة” أو “لا يمكنني الراحة في مقعد السيارة هذا”.
الحل: تحققي من وجود حفاضات متسخة، وساعدي طفلك على الحصول على القدر الكافي من النوم الذي يحتاجه، (تذكري أن الأطفال حديثي الولادة ينامون غالباً أكثر من 16 ساعة في اليوم).
3- لقد اكتفيت: الاستماع إلى بكاء صعب، قد يحاول إدارة رأسه أو جسده بعيداً عن إثارة المشاهد أو الأصوات.
الحل: حاولي إبعاد طفلك عن الضوضاء أو الحركة أو التحفيز البصري أو أي شيء يجهده، قد تساعد البيئة الأكثر هدوءاً أو الضوضاء البيضاء من المروحة أو المكنسة الكهربائية أو تسجيل أصوات الطبيعة، مثل أمواج المحيط، على استرخائه.
4- أشعر بالملل: تبدأ هذه الصرخة بهدوء (حيث يحاول الطفل الحصول على تفاعل جيد)، ثم يتحول إلى ضجة (عندما لا يجد أي انتباه)، ثم يتحول إلى نوبات من البكاء الغاضب “لماذا تتجاهلونني؟ “، بالتناوب مع أنين “.
الحل: احملي طفلك أو العبي معه وستجدين أن البكاء يتوقف على الفور.
5- أعاني من مغص: النحيب أو الصراخ الشديد المصحوب بحركات تململ، غالباً ما يحدث المغص في وقت متأخر بعد الظهر أو في المساء، ويمكن أن تستمر النوبات لساعات، تبلغ ذروتها عادة بعد 6 أسابيع من الولادة وتختفي بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل 3 إلى 4 أشهر.
الحل: في حين أنه من الصعب تهدئة الطفل المصاب بالمغص، يمكنك تجربة وضعيات مريحة (وضعه على بطنه على ساعدك أو على ركبتيك، ودعم رأسه وفرك ظهره).
يمكنك أيضاً محاولة وضعه على ظهره ودفع ركبتيه إلى بطنه لمدة 10 ثوانٍ، ثم إطلاق سراحهما وتكرار الحركة، على أمل إخراج الغازات منها (التي يُعتقد أنها سبب للمغص).
6- أنا مريض: أنين خفيف ضعيف وصوت أنفي، مع نغمة أقل من البكاء “الألم” أو “الإرهاق” كما لو أن الطفل لا يملك الطاقة اللازمة لرفع الصوت.
إذا كنت تشكين في أن طفلك مريض، فابحثي عن الأعراض الإضافية التي تستدعي الاتصال بالطبيب، مثل الحمى والإسهال والإمساك والقيء والطفح الجلدي وأي شيء آخر يبدو خارجاً عن المألوف بالنسبة لطفلك، ليس هناك صرخة حزينة أكثر من هذه.
الحل: لا داعي للقلق، ومع ذلك، من المهم أن تثقي في غرائزك، إذا كنت قلقة، فلا تترددي في الاتصال بطبيبطفلك.
وضعي في اعتبارك أن طفلك قد يبكي أيضاً إذا كان شديد الحرارة أو بارداً، أو إذا كان وحيداً، أو إذا كان يحتاج إلى تغيير المشهد ويريد التحرك، أو إذا كان يحتاج فقط إلى “ترك كل شيء”.