تستعد وزارة السياحة والآثار لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير. إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية.
واستعرضت «الشروق» أبرز المعلومات عن الملكة حتشبسوت الذي سينقل جثمانها ضمن الملوك الـ22 للمتحف القومي للحضارة.
من هي الملكة حتشبسوت؟
1- تعد الملكة «ماعت كارع حتشپسوت» أحد أشهر الملكات في التاريخ. وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر. وحكمت من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م.
يتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها. وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحتمس الأول وأمها الملكة أحمس وكان أبوها الملك قد ابناً غير شرعي هو تحتمس الثاني. وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية. ليشاركا معاً في الحكم بعد موته. وذلك حلاً لمشكلة وجود وريث شرعي له.
2- عرفت حتشبسوت بين ملوك وملكات مصر بـ”الشخصية القوية” التي استطاعت تحدي المألوف. بالوصول إلى حكم العرش خلال الأسرة الـ18 من الدولة الحديثة. لتحقق طوال فترة حكمها إنجازات كبرى. وهو الأمر الذي مهد الطريق لغيرها من الملكات مثل (كليوباترا، ونفرتيتي، وتاوسرت). لسير المشوار نفسه.
3- كانت الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول ووالدتها الملكة أحمس نفرتاري. وعقب وفاة والدها. الذي أسس دولة قوية لنجاح حملاته التوسعية في سوريا والنوبة. تولت حتشبسوت الحكم مع أخيها غير الشقيق “تحتمس الثاني”. والذي أصبح زوجها فيما بعد وأنجبت منه ابنتهما “نفرتي”.
كيف تولت الحكم؟
4- وعن صعوبة تولي حتشبسوت الحكم، فقد ظهرت عقب وفاة تحتمس الثاني عام 1479 قبل الميلاد. خاصةً في ظل وجود ابنه “تحتمس الثالث” من زوجة أخرى. وبحكم التقاليد يعد الحاكم الشرعي بعد وفاة والده. ولكن ذلك لم يمنعها من تحقيق هدفها في تولي الحكم لتتمكن تدريجياً من الانفراد بالعرش وحدها. وذلك بنسج قصة أسطورية لتأمين وصولها للعرش وإضفاء الشرعية على حكمها. بأعلانها الوصاية على عرش ابن زوجها “تحتمس الثالث” لصغر سنه. ولم تكتف بهذا الإعلان فقط. بل صنعت قصة الولادة الربانية لتحكم بها مصر طوال حياتها خلال الفترة من 1473 وحتى 1458 قبل الميلاد.
5- تميز عصر حتشبسوت بالعديد من الإنشاءات المعمارية، التي توضح مدى ازدهار عصرها. كما تمدنا المناظر والنقوش التى مثلت عليها بفكرة واضحة عن تاريخ وإنجازات الملكة حتشبسوت. وكعادة ملوك الدولة الحديثة أسهمت حتشبسوت أيضاً في مباني الكرنك، بإقامة الصرح الثامن بالكرنك. وإقامة مقصورة للزورق لمقدس “لآمون رع”. كما لها العديد من الآثار في كوم أمبو والكوم الأحمر والكاب. وأرمنت وإلفنتين، إلا أن أهم آثار حتشبسوت على الإطلاق هو معبدها الجنائزي الشهير في الدير البحري. الذي يعد من أخلد أعمالها بتصميمه الفريد ونقوشه الرائعة.
6- منحتها الظروف الهادئة التي تمتعت بها مصر خلال هذه الفترة. فرصة جيدة لإقامة إمبراطورية قوية مليئة بالإنجازات. وعلى عكس باقي الملوك ركزت حتشبسوت في الشأن الداخلي. وخصصت دور الجيش للرحلات التجارية لبلاد بونت شمال شرق إفريقيا.
مشاريعها وأعمالها
7- أدركت حتشبسوت أهمية إعادة تفعيل المشروعات المهملة في عهود سابقة. بإعادة العمل في مناجم النحاس بشمال سيناء. وتنظيف قناة رابط بين دلتا النيل والبحر الأحمر. والتي تأسست في الدولة الوسطى. لتعيد تسيير أسطول مصر البحري ذهاباً وإياباً في فترة قصيرة لا تتجاوز عامين.
8- لم تغفل الملكة عن النهضة المعمارية. وأطلقت برنامج بناء ضخم بمعاونة المهندس “سنموت”. الذي شيد المعبد الجنائزي بالدير البحري بمزارات مخصصة للإلهة المصرية القديمة. مثل أنوبيس وحتحور، وجدران متشابهة في الأبعاد الهندسية وعدد من التماثيل لها. والتي أظهرتها في هيئة ملك فرعوني.
ورغم كونها من أشهر ملكات العصر الفرعوني في مصر القديمة، وأقواهم نفوذاً. فإنها لم تستطع أن تمنع قلبها من الخفقان بالحب إزاء مهندسها الخاص “سنموت” الذي منحته نحو 80 لقباً ملكياً. بما يخالف الأعراف الفرعونية. حيث كان من عامة الشعب. وفي المقابل صمم لها ذلك العاشق أجمل معبد جنائزي من الحجر الجيري في تاريخ الفراعنة. طبقاً للعديد من الباحثين.
جدير بالذكر أن عهد الملكة حتشبسوت يعد من أزهى عصور الحضارة المصرية على مدار 12 سنة و9 أشهر. كما جاء فى تاريخ مانيتون. قضتهم في حكم مصر، تحفها العظمة وتذخر بالمجد.