حذر علماء الآثار العراقيين من سرقة المواقع الأثرية جنوب البلاد. بعد تفشي جائحة كورونا وتخصيص السلطات معظم الموارد لهذه الأزمة العالمية، إلى جانب تردي الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد
ومن المعروف أن المواقع الأثرية العراقية كانت منذ القدم هدفاً للصوص، الذين دائماً يستغلون حالات الفوضى وغياب الأمن في كثير من الأحيان للاستيلاء على كنوز أثرية لا تقدر بمال، دفنت تحت تراب العراق من بقايا الحضارات التي ظلت غير مكتشفة في الغالب، حسب ما ذكر تقرير لموقع «ميدل إيست آي» البريطاني
وأظهر مسح ميداني أجراه مكتب مفتش الآثار خلال الفترة 2005-2010 وجود أكثر من 1200 موقع أثري معروف في محافظة ذي قار جنوب شرق البلاد وحدها. وتشمل هذه الآثار مدينة «أور» التي يبلغ عمرها 6000 عام تقريباً، وهي مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام، وتم التنقيب عن 5 في المئة فقط منها منذ اكتشافها عام 1855
وصرح عالم الآثار علي الربيعي لموقع «ميدل إيست آي»: «إن هذه المواقع تعرضت للهجوم منذ وجودها تقريباً»، واستدرك: «لكن في العقود الماضية، هناك ارتفاع حاد في أنشطة النهب»
وفي ذلك الوقت، شجع ضعف مؤسسات الدولة وتردي الأوضاع المعيشية بسبب العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة، التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الناس على الانخراط في عمليات النهب. ورأى البعض في الآثار وسيلة سهلة لكسب العيش، بينما كان اقتصاد البلاد في حالة يرثى لها
ومع الانتهاء من معظم المهمات الأثرية قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003، انتهى الأمر ببعض الحفارين المعينين محلياً إلى البطالة وعادوا إلى نهب المواقع الأثرية، بحسب «ميدل إيست آي»
ومن جانبه، قال طاهر كوين، مدير مفتشية الآثار في محافظة ذي قار، للموقع البريطاني: «إن المواقع الأثرية في ذي قار منتشرة على مساحات واسعة ويصعب حمايتها، لاسيما مع المستوى الحالي لقوة الشرطة»
ومن تداعيات الاقتصاد لتفشي جائحة فيروس كوروناأنه لعب دوراً إضافياً في زيادة عمليات النهب.