تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الثلاثاء، ما بين؛ منح الجنسية لـ 3354 من أبناء المواطنات تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، واعتماد مجلس الوزراء “استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة”، إضافةً إلى حرص الدولة على مساندة ودعم السودان وشعبها الشقيق.
فتحت عنوان “وطن الإنسان”، كتبت صحيفة “الاتحاد”: “جاء القرار بحجم الوطن، والفرحة به غمرت آلاف القلوب، من المعنيين به مباشرة، وهم 3354 من أبناء المواطنات ممن تنطبق عليهم معايير منح الجنسية وفقاً للأحكام القانونية، بحسب منطوق القرار”.
وأشارت إلى أن التوجيه الحكيم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بمنح الجنسية لمستحقيها، جاء لكي يكلل الأيام الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقرب الاحتفال بالعيد، بأن يشمل ما شاع من إمارات الخير، أبناء كانوا يتطلعون إلى مثل هذا اليوم.
وقالت الصحيفة: “لعل الحيثيات التي أرفقت بإعلان منح الجنسية، خير دليل على أحقية الإجراء وعمقه وضرورته، إذ إن ” صاحب السمو رئيس الدولة وجّه بسرعة إنجاز إجراءات منح الجنسية للمستحقين من أبناء المواطنات، بما يضمن تمتعهم بالمواطنة باعتبارهم أحد مكونات النسيج المجتمعي، وركناً من أركانه”.
وأكدت أن هذا الوطن، كان ولا يزال، وطن الإنسان أولاً، هو قاعدته، وهو بنيانه، وهو الهدف والغاية. هكذا أراد له الأب المؤسس أن يكون، وهكذا دأبت القيادة الحكيمة على مدى عقود، في تعزيز مكانة الإنسان، فتتعزز به مكانة الوطن. والإنسان الإماراتي، كما أثبتت التجارب، ليس فرداً منفصلاً، وإنما هو جزء من نسيج اجتماعي متكامل، يؤكد هويته بما كسب وبما يعطي. وهؤلاء الـ 3354 مواطناً، ومن سبقهم إلى نيل هذا الشرف، ينضوون في بوتقة نبع بشري معطاء، يتجدد باستمرار.
وأوضحت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها، أن قرار منح الجنسية إلى مستحقيها من أبناء المواطنات، لا يضيف مجرد أرقام إلى التعداد العام، ولكنه يضيف معنى جديداً إلى المثال الإماراتي الذي تتشارك الأجيال في صياغته.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “أحلامنا لا تعرف المستحيل”، قالت صحيفة “البيان”: “إنه في إطار مبدأ “الاستثمار في الإنسان” باعتباره نهج سياسة دولة الإمارات منذ تأسيسها حتى الآن، تولي القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً وأولوية منهجية لبناء الإنسان الإماراتي، وتطوير قدراته ومهاراته بالشكل الذي يؤهله للمساهمة بفاعلية في بناء مستقبل الدولة، ونحو هذا الهدف تأتي خطوة اعتماد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ” استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة”، التي تعكس الوسائل والأهداف لجعل دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال الفكر وتطوير المهارات المتقدمة، وتعكس السعي لتطوير منظومة متكاملة توظف المهارات المستقبلية في المجالات الحيوية للدولة”.
وأوضحت أن الاستراتيجية تهدف لجعل دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال بناء وتطوير مهارات المواطن الإماراتي، التي تؤهله للمساهمة في بناء مستقبل الدولة، وتعزيز ثقافة التعلّم مدى الحياة في المجتمع، وتؤهل كادراً بشرياً قادراً على مواكبة تغيرات المستقبل ورفد مسيرة التنمية الشاملة في دولة الإمارات.
وأضافت “البيان”، في ختام افتتاحيتها: “أن الدور الرئيسي للبرنامج يكمن في حكومة مرنة استباقية بقيادة واعية وحكيمة، تمتلك رؤية واضحة مستقرة للمستقبل، وتهدف إلى تحقيق سعادة المجتمع، وتبني أفضل التجارب والممارسات، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: “نريد للمواطن الإماراتي أن يكون الأكثر استعداداً للمتغيرات.. مسلحاً بمهارات متقدمة ونوعية.. ونمط حياة جديد يحافظ على تفوق الدولة في مختلف المجالات”، وأضاف سموه: “أحلامنا عظيمة لا تعرف المستحيل، وقوتنا في مجتمع إماراتي يؤمن بالتعلم مدى الحياة”.
من جانب آخر، وتحت عنوان “الإمارات والسودان.. تأسيس للمستقبل”، وصفت صحيفة “الخليج” العلاقات الإماراتية السودانية على الدوام بالتميز والثبات، مشيرة إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أول أمس، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولقاؤه بكبار قادة الدولة، على رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تعكس الأهمية التي يوليها البلَدان لهذه العلاقات، وتقويتها، والحفاظ على ديمومتها، وتطويرها لما يخدم الشعبين الشقيقين.
وأشارت إلى أنه مجدداً، أكدت الإمارات دعمها الكامل لجمهورية السودان، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات الحالية التي تمر بها، ووقوفها إلى جانبها في كل ما يحفظ أمنها، واستقرارها، ويحقق طموحات شعبها في التنمية والتطور، ويؤدي إلى الانتقال السياسي السلمي في إطار من التوافق والوحدة الوطنية، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، خلال لقائه البرهان في العاصمة أبوظبي، حيث جدد التأكيد على العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، ورغبته في أن يرى السودان قادراً على عبور الأزمة التي يمر بها، والتوجه نحو المستقبل بروح وطنية واحدة.
وأضافت أنه منذ نشأتها، لم تكن دولة الإمارات إلا داعمة لأمن واستقرار أشقائها، مستشعرة حجم الأخطار التي تحيط بالمنطقة من المحيط إلى الخليج، خاصة في ظل المخططات الهادفة إلى تفتيت وحدة الأمتين العربية والإسلامية، وقد زادت هذه المخاطر خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي صار يستدعي بذل جهود أكبر من أجل تفويت الفرصة للنيل من وحدة وتماسك الجبهات الداخلية في البلدان العربية، وهو ما تؤكده الإمارات على الدوام، التي جددت ثقتها بقدرة الشعب السوداني ومؤسساته الوطنية على تجاوز المرحلة الحالية التي تمر بها منذ أشهر، كما لديها إيمان عميق بقدرة القيادة الجديدة للسودان على التوجه إلى المستقبل بروح وطنية واحدة.
وقالت إن الدعم الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدة السودان في الظروف العصيبة التي مرت، وتمر بها في الوقت الحاضر، كان محل ترحيب قيادة المجلس العسكري، والشعب السوداني بأسره، وهو ما أشار إليه عبدالفتاح البرهان، الذي ثمّن هذا الدعم الذي قال إنه هدف إلى تعزيز اقتصاد بلاده، وتجاوز الظروف العصيبة التي تمر بها، فيما يرى مراقبون أن المساعدات الإماراتية والسعودية للشعب السوداني تأتي في إطار رؤية البلدين الاستراتيجية، الهادفة إلى حماية الأمن القومي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الأمة العربية.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحياتها: “إن المواقف التي أعلنتها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم السودان، أثبتت أنها، ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم تكن إلا عوناً لأشقائها، وهو ما يتجسد اليوم في السودان، يرتكز على التقارب والتلاقي الشعبي، حيث امتدت أيادي الخير لتكون عوناً للمحتاج كلما شعر بضائقة، وهو ما أكدته التطورات الأخيرة، حيث كان للمساعدة الإماراتية للسودان الأثر الكبير في استقرار الأوضاع هناك، ما يؤسس لعلاقة أكثر قوة ومتانة في المستقبل”.