بحضور نخبة من نجوم السينما والدراما العربية والأجنبية، انطلقت مساء أمس الأحد، فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب 2019، الذي تنظمه مؤسسة (فن) المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، خلال الفترة من 13- 18 أكتوبر المقبل، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، مستضيفة هذا العام 132 فيلماً من 39 دولة عربية وأجنبية تحت شعار ” أفلام مستوحاة من كتب”.
وافتتح فعاليات الحدث الفيلم الياباني الروائي، “سجلات القط الرحال” للمخرج كويشيرو ميكي، وهو فيلم يحمل نفس عنوان العمل الأدبي للمؤلف الياباني هيرو اريكاوا، يروي قصة البطل “ساتورو”، الذي يعثر في رحلة بحثه عن مأوى لقطته المشردة على خطوط تقوده إلى ماضيه المتشابك، إلى جانب الفيلم البريطاني ،”تحلو بالشجاعة” للمخرجة جوان سلمون، الذي يعد أحد الأفلام القيمة التي تقف شاهدة على تفاصيل ويوميات الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشهد حفل الافتتاح حضور الشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، وكوكبة من النجوم أبرزهم الممثل الكويتي عبد الرحمن العقل، والسوري باسل خياط، والسعودي عبد المحسن النمر، والشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، يرافقهم كلّ من الفنان والمخرج الإماراتي عبدالله الجنيبي، والمخرجة الإماراتية نهلة الفهد، والناقد والمخرج المصري يسري نصر الله، والمخرج الكندي جوليان كارينغتون، والمخرجة البريطانية جوان سلمون، والممثل السعودي الشاب عبد الله علي .
فيما استضاف الحفل شخصيات فنية عربية مميزة، حيث حضر كلّ من الفنانة السورية ديما بياعة، والممثلة المصرية شيري عادل، والممثلة المصرية جميلة عوض، والمخرج المصري عادل عوض.
الفن تعبير عن الإنسانية
وفي كلمة لها خلال الحفل الافتتاحي، أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير مؤسسة (فن) ومدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، أن المهرجان يواصل تطوره وتميزه عاماً بعد عام بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ودورة هذا العام مميزة على مختلف المستويات، باسمها وشعارها، بأهدافها وأبعادها، وبأعداد الأفلام المشاركة التي تضاعفت ثلاث مرات عن العام الماضي.
وقالت: “ما شهدناه من إقبال كبير للشباب على المشاركة في دورة هذا العام، يدلّ على أن ثقتنا بهذه الفئة الطموحة والواعدة، كانت في محلها يوم أعلنا العام الماضي، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أنه ابتداءً من العام 2019 سيصبح الشباب جزءاً من مسيرة المهرجان الهادف إلى بناء جيل قادر على استنهاض تجربة السينما العربية ونقلها إلى العالمية”.
وأضافت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: “نحتفي هذا العام بالشارقة، إمارة العلم والنور والثقافة التي استحقت لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019، ولا شك أن نيلها لهذا اللقب يمنح المزيد من البعد لكافة فعالياتها وبشكل خاص الثقافية منها، فالسينما ثقافة وكتاب وروايات وأبطال وشخصيات، ونعتبر أن الاحتفاء بالكتاب هو احتفاء بالفنون كافة، هذا ما يعكسه تصميم هذا المكان وبعض الأقسام في المهرجان مستوحاة من مشاهد الأفلام السينمائية المأخوذة من روايات عالمية، لنبقى في أجواء الكتاب ورحاب المعرفة”.
وتابعت مدير مؤسسة (فن) ومدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب: “قررنا في هذه الدورة أن ننظم كرنفالاً فنياً للأطفال الأيتام في جمهورية مصر الشقيقة، لأن الفن بالنسبة لنا لم يكن يوماً مفصولاً عن العمل الإنساني، بل نحن ننظر إليه كونه المعبّر الأسمى عن الإنسانية في أجمل صورها، وكما في كل عام نستهدف الأطفال ممن يعانون ظروفاً اجتماعية قاسية، حيث سننظم إلى جانب العروض السينمائيّة الهادفة، سلسلةً من الورش والندوات والأنشطة، التي نؤكد من خلالها أن التمتع بالفنون وجمالياتها هو حق طبيعي لكل طفل، تماماً كالحق في الحياة والغذاء والأمان”.
من جانبه قال الفنان الكويتي عبد الرحمن العقل:” نلتقي اليوم في حدث بات نافذة استثنائية تفتح على آفاق واعدة تأخذ الأجيال الجديدة نحو معارف وخبرات فنية هي الأهم على صعيد حاضرهم ومستقبلهم، ونؤمن بأن السينما هي المجال الحيوي لإيقاظ الحسّ المبدع في نفوس الجيل الجديد، والتي تشكّل رؤية فنية مبدعة تترسّخ في الذاكرة”.
وتابع: “الفنون تزيّن الحياة، وتغلّب الجمال على البشاعة، تلغي الظلم وتقرّب الحق، وتجعلنا قادرين على اكتشاف ما هو كامن فينا، لهذا شكّل المهرجان الذي نعتزّ فيه منطلقاً تنموياً لتأسيس واقع جديد ومتطور لغد أكثر اشراقاً للأجيال الجديدة”.
من جهتها قالت الشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم: “يثبت المهرجان في كلّ عام أنه منصة واعدة ومهمة تقود الأجيال الجديدة إلى آفاق الإبداع واكتشاف الجمال في أبسط الأشياء والتفاصيل، الجمال في الحياة، والكامن وراء النص والصورة، كما يعدّ فرصة استثنائية لاكتشاف الأعمال السينمائية العالمية ذات الأثر المهم على نفوس الأجيال الجديدة وهذا أمر غاية في الأهمية”.
وتابعت: “السينما خليط من الدهشة والجمال، التي لا تنفك تعود بنا إلى أجمل أيام العُمر، وها نحن في أرض الشارقة نروي الحكاية الجديدة للسينما، نمضي معها نحو آفاق واعدة نأمل في أن يقودها هذا الجيل الجديد، ويبتكروا رؤاهم وقصصهم الجميلة ويسردوها على مسامعنا يوماً، لتبقى السينما تجمعنا على مفرداتها وجمالياتها، من الشارقة أرض الإبداع والفكر والثقافة”.
وفي كلمته أمام الحضور، قال الممثل السعودي الشاب عبدالله علي، ضيف حفل افتتاح المهرجان:” أنا ممتن لهذه الفرصة بأن أكون أحد المتحدثين الرئيسيين في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، فهذه هي المرة الأولى التي أخاطب فيها جمهوراً كبيراً بهذا الحجم وفي حدث ضخم يرعاه صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي”.
وتوجه عبدالله علي في حديثه للفنانين الشباب الذين اعتبرهم مستقبل العالم العربي، قائلاً: “سوف نشارك العالم قصصنا التي ننتجها، ونخرجها ونمثل فيها. كونوا على ثقة أن الأحلام ممكنة بالعمل، فما أعيشه الآن معكم هو ما حلمت به وعملت جاهداً من أجله لسنين طولية”.
وأشار العلي إلى أهمية أن يحدد الشباب أهدافهم بما يتوافق مع إمكاناتهم ومواهبهم، وقال: “قبل ثلاث سنوات لم أكن أعرف ما أردت القيام به، ثم جاءت فرصة للعمل في “ولد ملكًا “، فتمسكت بها ووضعت كل طاقتي فيها وتعلمت بعد إتمام العمل أن الإيمان والثقة بالنفس والاجتهاد طريق النجاح والتفوق.
وأعربت المخرجة البريطانية جوان سلمون، عن سعادتها لمشاركتها في المهرجان وإتاحة الفرصة لها للتحدث مع الجمهور، وقالت: ” يسعدني أن يستضيف المهرجان فيلم “تحلوا بالشجاعة” الذي أردت من خلاله مشاركة الجمهور حلمي الخاص بأن أصبح فنانة، من خلال السينما نحاول تقديم لوحات جميلة للجمهور ونأمل أن تصل رسائلنا وأفكارنا من خلالها”.
وتابعت: ” كما ترون أعاني من حالة مرضية خاصة تسمى متلازمة تريتشر كولينز، وهي تصيب واحداً من بين 50,000 طفل، ولكني من خلال الفن تجاوزت الألم والشعور بالعجز وتحليت بالشجاعة لأكون جزءاً من فرح الناس وحكاياتهم”.
عروض وفئات جوائز
وكان المهرجان قدّ تلقى طلبات مشاركة لـ 1454 فيلماً من 86 دولة، اختارت منها 132، حيث سيعرض 12 فيلماً للمرة الأولى عالمياً، و75 للمرة الأولى في الشرق الأوسط، و7 على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي تتوزّع على فئات المهرجان السبع، وهي: أفلام من صنع الأطفال والناشئة، وأفلام خليجية قصيرة، وأفلام دولية قصيرة، وأفلام الرسوم المتحركة، وأفلام وثائقية، وأفلام روائية، وأفلام من صنع الطلبة.
ورش وفعاليات
وينظم المهرجان سلسلة من الجلسات الحوارية وورش تدريبية متنوعة، تتناول صناعة السينما، والتصوير، والرسم، وتتناسب مع جميع الفئات العمرية، كما خصت فئة الشباب بعدد من ورش العمل المتخصصة، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات، والأنشطة الجانبية المصاحبة للمعرض.
وكشف المهرجان عن أن عدد الأفلام المتقدمة لهذا العام تضاعفت بواقع 3 مرات عن العام الماضي، كما تم اختيار لجنة خاصة من المحكمين الواعدين، يتولوا مهمة تقييم أفضل فيلم من صنع الأطفال والناشئة بالإضافة الى المحكمين المحترفين الذين سيقومون بتقييم بقية فئات المهرجان، فضلاً عن سحوبات على جوائز قيّمة منها سيارة ميني كوبر.