نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المغفور له إبراهيم العابد الذي وافته المنية أمس.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله عبر «تويتر»: «تعازينا لقطاعنا الإعلامي في دولة الإمارات بوفاة أحد مؤسسيه إبراهيم العابد، رحمه الله… خمسة عقود قضاها إبراهيم يعمل بلا كلل حتى آخر يوم… تعازينا لأهله وأحبابه وأصدقائه ولكافة الإعلاميين في دولة الإمارات..».
ودون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر «تويتر»: «رحم الله إبراهيم العابد أحد أبرز قيادات وأعمدة الإعلام في الدولة من الرعيل الأول الذي كرس حياته وعمل بإخلاص لخدمة الإعلام الإماراتي نحو خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء والإنجازات.. نسأل الله تعالى له المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
بدورها نعت وزارة شؤون الرئاسة المغفور له إبراهيم العابد. وأصدرت الوزارة البيان التالي: «بسم الله الرحمن الرحيم.. يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».. صدق الله العظيم.. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى وزارة شؤون الرئاسة المغفور له إبراهيم العابد الذي وافته المنية اليوم «أمس»، وتعرب وزارة شؤون الرئاسة عن خالص عزائها ومواساتها.. سائلة المولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم غفرانه وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
ريادة
ويعد إبراهيم عبد الرحمن العابد، رحمه الله، أحد أبرز رموز الإعلام الإماراتي، والذي أسهم بعطاءاته في وضع اللبنة الأساسية له وتطويره ليصل لما هو عليه اليوم.
وتولى العابد مهمة تأسيس وكالة أنباء الإمارات في 1977 وإدارتها، والتي حققت نجاحات متتالية تحت إدارته، كما أسهم في الإشراف على تحرير الكتاب السنوي والكتيبات والمطبوعات الأخرى التي تصدر عن إدارة الإعلام الخارجي.
وكان لتفانيه على مدى الأربعة عقود الماضية دور فعال أسهم من خلاله في تعزيز سمعة الدولة ونشر صورة إيجابية لها محلياً وإقليمياً ودولياً، كما أسهم وبشكل كبير في عملية استقطاب وبناء كوادر وطنية إعلامية معطاءة.
وتخرج إبراهيم العابد من الجامعة الأمريكية في بيروت متخصصاً في العلوم السياسية والإدارة العامة، وحاز على العديد من الجوائز من ضمنها جائزة الصحافة العربية في 2014 كشخصية العام الإعلامية من منتدى الإعلام العربي في دورته الثالثة عشرة وجائزة تريم عمران الصحافية ونال جائزة جمعية أصدقاء الكتاب في بيروت وجائزة أبوظبي عام 2018.
وشغل المستشار إبراهيم العابد، رحمه الله، منصب المدير العام للمجلس الوطني للإعلام والمشرف على تحرير الكتاب السنوي للدولة والكتيبات والمطبوعات الأخرى التي تصدر عن إدارة الإعلام الخارجي كما كان مستشاراً إعلامياً في وزارة الثقافة والشباب.
بدأ العمل في وزارة الإعلام والثقافة في العام 1975 مسؤولاً عن الإعلام الخارجي وأسس وكالة أنباء الإمارات عام 1977 وتولى إدارتها حتى العام 1989 ثم تم تكليفه بإدارتها عام 1997 وترأس الفريق الإعلامي المكلف بتأسيس وكالة أنباء الأوبك في 1980.
وكان للمغفور له اهتمامات بحثية في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي وألقى عدة محاضرات على طلبة كليات الإعلام في جامعات الدولة، كما ألف 12 كتاباً وشارك في تأليف وإصدار رؤى مستقبلية عن دولة الإمارات عام 1979
في خدمة الإعلام الإماراتي
وتحت عنوان «إبراهيم العابد.. 42 عاماً في خدمة الإعلام الإماراتي» كتب رفيق دربه الدكتور جمال المجايدة «عمل إبراهيم العابد مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الذي كان أول رئيس للمجلس الوطني للإعلام ثم مع صقر غباش والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان ومؤخراً مع الدكتور سلطان الجابر. وفي الوزارة عمل مع الراحل الشيخ أحمد بن حامد والراحل خلفان الرومي ومع سمو الشيخ عبدالله بن زايد وعبدالله النويس ومع صقر غباش وعوض العتيبة، وكان طيلة العقود الأربعة الماضية موضع تقدير ورضى من هؤلاء المسؤولين، فقد كان يضع لنفسه خطوطاً حمراء لا يتجاوزها ويعمل ليل نهار للنهوض بالإعلام الإماراتي بأقل الإمكانيات المادية والبشرية خاصة في البدايات الأولى لتأسيس الدولة».
وعلى مدى اثنين وأربعين عاماً قدم العابد عطاء مهنياً ووطنياً ثرياً، ويمثل بمهنيته العالية نبض جيل الاتحاد، يخفق بإحساس وطني وقومي وإرادة واعية بأنّ الإعلامي أداة بناء، ورافد للوعي في مجتمعه آمن بعروبته وامتلك القدرة والجرأة وملكة الإبداع على خدمتها، فهو الذي يتميز بقدرة عالية من الثقافة تؤهله أن يعيش حركة المجتمع، يرصد ويتلمس حاجاته وأوجاعه وإنجازاته.
أحب مهنته فمارسها بهمة عالية، معتمداً على ثنائية الالتزام والتجديد، فكان شُعلة في درب الإعلام الأصيل الملتزم، حيث يحضر في ذهنه دائماً مبدأ حدده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالتأسيس لإعلام تصالحي حواري يخدم أهداف الأمة ومستقبلها وهو الإعلامي الأول في الإمارات، وتجربته تلخص حكاية الإعلام الوطني، وكان، رحمه الله، صديقاً لجميع الإعلاميين في الإمارات، فهو رائدهم باستحقاق، حيث عايش البدايات الأولى للإعلام في الإمارات وكان مساهماً فاعلاً في التأسيس لانطلاقته، ثم تابع تطوره وقفزاته، وقدم من خبرته ومهنيته ما يدفع بالإعلام الوطني نحو مزيد من التميز في سباق لا ينتهي.