يصادف اليوم 19 أكتوبر، عيد ميلاد الموسيقار فريد الأطرش. حيث ولد في مثل هذا اليوم عام 1910 في بلدة القريا في جبل الدروز بسورية. واحتفل به “جوجل” بوضع صورته مع عوده الشهير.
ويعرف عن فريد أنه صاحب أجمل الأغنيات الرومانسية، التي تتضمن الكثير من الحكايات حول الحب، جعلت الشاعر الكبير والصحفي مجدي نجيب. يبحث عنه ويوسط الملحن الشهير محمود الشريف عام 1971. ليجري لقاءً صحفياً، مع فريد ويتوسط في الوقت نفسه لمطرب جديد يظهر في حفل الربيع الشهير الذي كان يقيمه الأطرش سنوياً.
يقول نجيب عن بلبل الشرق في كتابه “من صندوق الموسيقى.. زمن الغناء الجميل” : “كان فريد من الأصوات التي لها محبة كبيرة في قلوب المستمعين في مصر. وكل أنحاء الوطن العربي، ربما يعود ذلك إلى رومانسيته البائسة”.
مجدي نجيب يتحدث عن لقائه بفريد الأطرش
يكمل شاعر الألوان عن لقاءاته التي تعددت مع ملك العود، ليحكي عن إعجابه السريع بالنساء. فيقول : “كان فريد سريع الإعجاب بالنساء سريع الوقوع في فخاخهن، وبالطبع بحسن نية، فهو لا يعرف الوسط، وكان متطرفاً في كل شيء بحياته. ومن المستحيل أن يكون الصديق والعدو أو المحب والكاره في وقت واحد. ويكره الأشخاص اللئام، ورغم كثرة أصدقائه كان لا يجد من يجاريه منهم للسهر حتى الصباح. فقد كان يخاف من النوم، فربما يحدث له شئ ولا يجد أحداً يستنجد به، لأنه كان مريضا بالقلب، وفى يوم كنت في زيارة له في منزله العامر دائماً بالأصدقاء من كل لون. يسهرون ويطلقون النكات، تصادف أننى تجولت في الشقة لكى أحيط نفسى بالجو الذي يعيش فيه هذا المطرب المليء بشجن الحب. والذي يعاني دائماً من وجع بالقلب، فوجدت في غرفة نومه تمثالاً لامرأة داخل قفص من الحديد المغلق. ومعلقاً في السقف، فلما سألته متعجباً ومستفسراً”. قال في لامبالاة : “لقد سجنتها هنا لكي لا تهرب مني”.
المرأة التي حبسها بلبل الشرق في قفص
وعاود مجدي نجيب سؤاله لملك العود بدهشة : “من هي؟”.
قال وهو في نفس حالة اللامبالاة : “إنها ليست مرأة معينة أعرفها، ولا أقصد واحدة بعينها. والتمثال رمز لكل من عرفتهن وهربن مني بعد أن تركن لي العذاب والحزن”.
اندهش شاعر الألوان من فكرة فريد، ورؤيته العجيبة التي يصبر بها قلبه الموجوع، ولكنه عاد ليؤكد أن سبب هروب النساء من “بلبل الشرق”، هو أنه كلما تعرف بواحدة يصارحها بأنه لن يتزوجها. وعندما كان يزداد حبه لامرأة ما بحيث لا يستطيع الاستغناء يراها تفاجئه بطلب الزواج،. فتبدأ عملية الهروب ومعالجة الجراح.
وعاد نجيب ليسأل ملك العود: “لماذا لم تتزوج؟”، أجاب بثقة في لهجة جادة: “أنا مؤمن تماماً بأن الزواج يقتل الحب”.