تعاني دول العالم من أوضاع اقتصادية صعبة، في ظل انتشار فيروس “كورونا”، وقرارات الإغلاق التي اتخذتها الكثير من الدول لمواجهة تفشي الفيروس القاتل. مما ألقى بظلاله على الموظفين والعاملين، من تخفيض رواتب وتسريح عمالة. ولكن ما فجَّرته دراسة حديثة كان صادماً، حيث كشفت أن الحصول على زيادة في الراتب قد تحمي من أمراض القلب والسكتات الدماغية، بينما يؤدي خفضها إلى ارتفاع الخطر.
ويقول الباحثون الذين أجروا الدراسة، “إن أولئك الذين زادت رواتبهم، كانوا أقل عرضة بنسبة 15% للمعاناة من قصور القلب على مدى السنوات الـ 25 المقبلة”، بحسب روسيا اليوم.
وبحسب الدراسة، فإن خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، ارتفع بنسبة تقارب 20% لدى الرجال والنساء الذين انخفض دخلهم.
الظروف المالية
ويوضح فريق البحث من مستشفى بريغهام والنساء ومدرسة هارفارد الطبية، أن النتائج التي توصلوا إليها قد تؤدي إلى دفع الأطباء نحو الاهتمام بشكل أكبر بالظروف المالية للمرضى أثناء فحص أمراض القلب.
وتوصلت الدراسات السابقة إلى أن وجود دخل أعلى يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك، لم تبحث سوى بعض الدراسات القليلة العلاقة بين التغييرات في الراتب وأمراض القلب.
وقال الدكتور سكوت سولومون، كبير الأطباء في مستشفى بريغهام والنساء: “تعزز هذه الدراسة الحاجة إلى زيادة الوعي بين العاملين في المجال الصحي، حول تأثير التغييرات في الدخل على الصحة لتحسين فعالية العلاج”.
وشملت الدراسة نحو 9 آلاف مشارك من أربعة مجالات عمل مختلفة في الولايات المتحدة، وتتبعهم الفريق على مدى 17 عاما في المتوسط.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين ارتفعت رواتبهم انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة تزيد على 14%. وهذا يرجع بشكل رئيسي إلى انخفاض خطر الإصابة بقصور القلب.
ولكن المشاركين الذين انخفض دخلهم زاد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17%، لأن انخفاض الدخل يؤدي إلى اتباع نظام غذائي سيء، مثل تناول المزيد من الأطعمة الرخيصة المصنعة والمليئة بالدهون والسكر، وبالتالي هذا ما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
ويمكن لانخفاض الرواتب أن يؤدي أيضا إلى التوتر والقلق، والذي يرتبط بدوره بالتدخين وتعاطي الكحول، كما أنه قد يسبب الاكتئاب، الذي يزيد بدوره من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.