تعتبر متلازمة رائحة السمك هي مرض جيني نادر، يعاني فيه المريض من رائحة نفاذة وكريهة جدًّا تصدر مع إفرازات وسوائل الجسم المختلفة، سواء عرق أو بول، كما تظهر أيضًا مع هواء الزفير.
أسباب متلازمة رائحة السمك
يكمن أبرز أسباب مرض رائحة السمك وراء خلل في جين “FMO3” المسؤول عن إنتاج إنزيم معين .يقوم باستقبال مركبات الطعام التي تحتوي على النيتروجين. ومن بينها حمض “ثلاثي ميثيل أمين”. فيؤدي ذلك الخلل إلى ضعف إنتاج الإنزيم. مما يؤدي إلى تراكم هذا الحمض داخل الجسم، ومن ثم طرحه خارجًا مع العرق أو البول. ولسوء الحظ أن هذا الحمض تحديدًا يتميز برائحة نفاذة وكريهة جدًّا .تشبه رائحة السمك أو رائحة البيض الفاسد. وتحدث هذه الحالة في غالبية الأحيان نتيجة:
طفرة جينية غير مبرَّرة.
عوامل وراثية؛ إذ قد تنتقل هذه الحالة سواء كان أحد الأبوين مصابًا بالمتلازمة بشكل واضح، أو كلاهما يحمل إصابة متنحية به، مما يجعلها تظهر شائعة عند الابن.
النظام الغذائي للمريض، فعلى الرغم من أن نوع الغذاء ليس سببًا في حد ذاته لظهور هذا المرض، إلا أن تناول الأطعمة التي تحتوي على حمض “ثلاثي ميثيل أمين” يعمل على ظهور المرض بشكل أكثر وضوحًا. وتتمثل تلك الأطعمة في: البيض، والكبد، وفول الصويا، وبعض المأكولات البحرية، وحليب الأبقار التي تتغذى على القمح.
أعراض متلازمة رائحة السمك
يتمثل العرض الأساسي والوحيد لهذه الحالة في ظهور رائحة كريهة تشبه رائحة السمك مع إفرازات جسم المريض مثل العرق والبول، كما تصدر من الفم مع هواء الزفير. إلا أن هناك العديد من الأعراض النفسية التي تظهر على مرضى هذه المتلازمة، والمتمثلة في ضعف الثقة بالنفس، واعتزال الناس، والاكتئاب في معظم الأحيان.
علاج متلازمة رائحة السمك
متلازمة رائحة السمك من الأمراض المزمنة. ومن ثم لا يوجد علاج شافِ لها حتى وقتنا هذا. إلا أن هناك مجموعة من الإجراءات المساعدة. التي يمكن اتباعها للتخفيف بشكل كبير من هذه الرائحة. ليتمكن المريض من ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية. وتتمثل تلك الإجراءات في الآتي:
أهم الإجراءات وأكثرها فاعلية يتمثل في حصر الأطعمة التي تحتوي على حمض “ثلاثي ميثيل أمين” وتجنب تناولها.
قد تسبب بعض أنواع الجراثيم الموجودة بالمعدة على إنتاج هذا الحمض، ومن ثم يمكن لبعض المضادات (الصادات) الحيوية التي تقضي على هذا النوع من الجراثيم، أن تساعد على تخفيف رائحته.
يمكن الاستعانة ببعض الملينات بعد تناول الطعام بساعة ونصف أو ساعتين، لمساعدة الجسم على طرح الحمض مع البراز بدلًا من تراكمه.
يساعد فيتامين ب2 أو الريبوفلافين على تعزيز ما تبقى من فاعلية جين “FMO3″، مما يساعد على تحسن الحالة.
يمكن تناول أقراص الفحم أو الكربون مرتين يوميًّا لمدة عشرة أيام متتالية، للتخلص من الانتفاخ المصاحب لهذه الحالة.
كما يساعد الاستحمام اليومي بصابون متوسط الحموضة على التخلص من الرائحة الكريهة أول بأول.